أعراض الصداع النصفي؟ وكيف يمكن علاجه؟

قد يسبب (الصداع النصفي) ألمًا نابضًا أو إحساسًا نابضًا، وعادةً ما يقتصر على أحد جانبي الرأس. وغالبًا ما يصحبها غثيان وقيء وحساسية مفرطة للضوء والصوت. يمكن لنوبات الصداع النصفي أن تسبب ألمًا شديدًا لساعات أو أيام، ويمكن أن تزداد شدة الألم لدرجة تتعارض مع ممارسة أنشطتك اليومية.
وقد يؤدي الصداع النصفي إلى إلغاء المريض لجميع نشاطات يومه والاضطرار للنوم أو حتى التوجه للطوارئ. في هذا المقال سنتكلم على أعراض الصداع النصفي وكيف يمكن علاجه؟. أعراض الصداع النصفي يصيب الصداع النصفي المرضى بأشكال مختلفة، ويأتي في معظم الحالات على مراحل مختلفة، سنتكلم عن كل مرحلة من الثلاثة وأعراضهم المختلفة.
الصداع النصفي مصدره
الصداع النصفي مصدره من اللغة اليونانية من الكلمة (Hemicrania)، وتعني بالترجمة الحرفية نصف الجمجمة.
الاسم مستمد من إحدى مميزات الصداع النصفي، إذ أن الصداع النصفي عادةً يُصيب نصف الرأس، وهو مرض مزمن يتجلى في حالات متكررة من الصداع مصحوبًا بظواهر جسدية ونفسية، وهو مرض شائع لدى حوالي 12% من الأشخاص.
أنواع الصداع النصفي
هناك أنواع مختلفة للصداع النصفي، مثل:
صداع نصفي دون هالة أو بادرة. وهو النوع الأكثر شيوعًا بين أنواع الصداع النصفي، حيث تُصاب الحالة بصداع نصفي دون أي أعراض أو تحذير مُسبق
صداع نصفي مع هالة أو بادرة. الهالة هي رؤية الحالة لألوان وامضة أو شعورها بحساسية تجاه الأضواء والأصوات، والبادرة هي شعور الحالة بتغيرات نفسية مثل الشعور بالتهيج أو الاكتئاب أو التثاؤب أو العطش أو الدوخة أو كثرة التبول. وقد تحدث الهالة أو البادرة قبل نوبة الصداع النصفي بساعات أو بأيام
هالة أو بادرة دون صداع نصفي. حيث تشعر الحالة بالأعراض التي تشعر بها عادًة قبل بدء نوبة الصداع النصفي ولكن دون الشعور بصداع نصفي
وقد يتكرر الصداع النصفي عِدة مرات خلال الأسبوع أو خلال الشهر بالنسبة لبعض الحالات، بينما قد يختفي لعِدة سنوات بالنسبة لحالات أخرى.
ومن ضمن المحفزات التي تؤدي للصداع النصفي:
التعرض لأصوات مرتفعة للغاية أو أضواء ساطعة للغاية أو روائح نفاذة
التوتر والقلق
النوم لفترات أطول من اللازم أو عدم الحصول على قدر كافي من النوم
تغير الهرمونات بالنسبة للسيدات
تناول أدوية معينة، مثل حبوب منع الحمل أو النيتروجليسرين
التغيرات المفاجئة في الجو أو البيئة المحيطة
الإجهاد الجسدي
عدم تناول الطعام
التدخين
تناول الكافيين، أو انسحاب الكافيين من الجسم
تناول مسكنات الصداع النصفي بكميات أكثر من اللازم أو طوال الوقت
كما أن بعض الأطعمة قد تكون محفزة أيضًا للصداع النصفي، مثل:
اللحوم المُصنعة
الخميرة
الأطعمة المخللة
الغلوتامات أُحادية الصوديوم (MSG)، عادًة توجد في الأطعمة الأسيوية الجاهزة
بعض الفاكهة، مثل التفاح والموز، والمكسرات
الأجبان المُعتَقة
الشوكولاتة وتناول السكريات بكثرة
أعراض قبل حصول نوبة الصداع النصفي
في المرحلة الأولى من النوبة تظهر لدى نحو الثلث من المصابين أعراض مسبقة تستمر من ساعات حتى أيام قبل حصول النوبة، وتشمل هذه الأعراض:
تغيرات مزاجية.
التعب.
صعوبة التركيز.
الجوع.
تصلب الرقبة.
2. أعراض نوبة الصداع النصفي
تحدث النوبات لدى المرضى الذين يُعانون من الصداع النصفي بوتيرة تبلغ مرة واحدة في الشهر تقريبًا، لكن بعض المرضى يُعانون من عدة نوبات في الأسبوع، وهنالك نوبات تستمر أكثر من 3 أيام دون انقطاع (Status migrainosus).
أعراض الصداع النصفي العامة
من أبرز الأعراض الخاصة بنوعي الصداع النصفي:
يبدأ الألم عادةً في أحد جانبي الرأس، لكنه ينتقل في بعض الأحيان إلى الجانب الآخر، ثم تزداد حدته تدريجيًا في غضون ساعات.
يكون الصداع مصحوبًا بالغثيان، وقيء في بعض الأحيان.
يُصبح هناك حساسية زائدة للمنبهات، مثل: الضوء، والضجيج، والرائحة.
يُفضل المريض الاستلقاء في الظلام والهدوء حتى انتهاء النوبة وزوالها.
يُمكن أن تكون النوبة مصحوبة بشعور بالتعب، أو العطش، أو فرط التبول، أو الشحوب، التعرق، أو الجوع أو انعدام الشهية.
يُمكن أن يحصل هبوط في القدرة على التركيز، وشعور بالكآبة، والقلق، والعصبية.
ضعف التركيز.
أعراض الصداع النصفي مع الأورة
تظهر الأورة عادةً قبل بداية ظهور الصداع، لكنها قد تظهر في بعض الأحيان خلال الصداع أو بعده، وتستغرق أقل من ساعة، بسبب التشابه يُعتقد أحيانًا بأنها سكتة دماغية، لكنها لا تنجم عن انسداد في وعاء دموي، ولا حتى عن توقف في تدفق الدم إلى جزء معين من الدماغ.
في الآتي أبرز الأعراض المتعلقة بوجود هالة مع الصداع النصفي:
اضطراب الرؤية.
اضطراب الإحساس.
انخفاض قوة الجسم في الجهة اليمنى أو اليسرى.
اضطراب في التوازن.
اضطراب في الكلام.
2. عوامل الخطر
من أهم عوامل الخطر:
الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
العمر: تزداد فرصة الإصابة بالمرض في عمر 10 – 40 سنة.
التاريخ العائلي المرضي: وجود تاريخ عائلي مرضي يزيد من خطر الإصابة.
الإصابة ببعض الأمراض: مثل: الاكتئاب، ومرض ثنائي القطب، والقلق.
مضاعفات الصداع النصفي
من أبرز مضاعفات الصداع النصفي التعرض للأمراض الآتية:
السكتة الدماغية.
ارتفاع ضغط الدم.
أمراض القلب المختلفة.
نوبات الصرع.
الاكتئاب.
الولادة المبكرة في حال الحمل.
تشخيص الصداع النصفي
في الغالب لا توجد حاجة إلى أية فحوصات على الإطلاق، يُمكن تشخيص المرض استنادًا على وصف المريض، والقيام بالفحص العصبي الجسدي.
أحيانًا يلجأ الطبيب لإجراء فحوصات أخرى، مثل:
فحوص الدم.
فحص الدماغ بالتصوير المقطعي المحوسب (Computed Tomography – CT).
تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي (Magnetic resonance imaging – MRI).
فحص مخطط كهربية الدماغ (EEG – Electroencephalogram).
طرق علاج الصداع النصفي
أغلب الحالات تجد أن الاستلقاء في غرفة هادئة ومظلمة يساعدهم على التخلص من نوبة الصداع النصفي، بينما حالات أخرى لا تشعر بتحسن إلا بعد التقيؤ، كما أن حالات أخرى تجد أن تناول مسكن يحِد من أعراض الصداع قليلًا أو يقلل من مدة النوبة؛ يختلف العلاج من حالة لأخرى وبحسب الأعراض التي تشعر بها كل حالة.
وعلى الرغم من أنه لا يمكن علاج الصداع النصفي بشكل نهائي، إلا أنه هناك العديد من الطرق لعلاج الأعراض والوقاية من النوبات المستقبلية. سوف يناقش الطبيب معك خطة العلاج الأكثر ملائمة لحالتك، والتي عادًة تشمل:
اتباع نمط حياة صحي وتجنب محفزات الصداع بقدر الإمكان
تناول مسكن عند الشعور بالصداع (عادًة ما تكون مضادات التهاب غير ستيرويدية)
تناول أدوية للوقاية من نوبات الصداع النصفي (في حال تكرار النوبات خلال فترات قصيرة)
تناول أدوية لتخفيف الشعور بالغثيان والقئ
اللجوء للعلاج بالهرمونات في حال ربط الصداع النصفي بفترات الحيض بالنسبة للسيدات
حقن البوتكس، قد يقترح الطبيب حقن مادة البوتكس في الجبهة والعنق لتخفيف الضغط على الأعصاب التي تُصاب بصداع نصفي طوال الوقت
مضادات الاكتئاب؛ بعض أنواعها تحد من فرص الإصابة بنوبات الصداع النصفي
تخفيف التوتر والقلق بقدر الإمكان والحفاظ على ضغط الدم ونبض القلب بمعدلات طبيعية وفقدان الوزن في حالات السمنة والسمنة المفرطة
بالإضافة لاتباع حمية غذائية في حال وجد الطبيب أن العديد من الأطعمة التي تتناولها تساعد على تحفيز نوبات الصداع النصفي.
الحمية الغذائية المناسبة للصداع النصفي
غالبًا ما تختلف حمية الصداع النصفي من حالة لأخرى، حيث يناقش الطبيب معك الأطعمة المحفزة للصداع بالنسبة لك ثم يحدد النظام الغذائي الأمثل لك، ولكن هناك بعض الأطعمة التي يتفق الأطباء على كونها مناسبة لحمية الصداع النصفي، مثل:
الخضروات المطبوخة أو المطهوة على البخار، مثل البروكلي والسبانخ
الأرز البني والأرز الأبيض
الفواكه المجففة الغير حامضة، مثل البرقوق المجفف أو الكمثرى
المياه التقليدية أو المياه الغازية (تجنب الصودا والشاي، فقد يعملوا على تحفيز الصداع)
بالنسبة للقهوة أو الكافيين بشكل عام، اختلفت الآراء حيث يجد الأطباء أن بعض الحالات تتخطى نوبات الصداع النصفي بفضل تناول القهوة أو الكافيين بشكل عام، بينما بعض الحالات الأخرى تعاني من الصداع النصفي بسبب القهوة حيث أنها تعمل كمحفز للصداع النصفي لديهم.
كما يقترح بعض الأطباء أن أعراض انسحاب الكافيين وعدم تناول الكمية التي اعتاد الجسم عليها بشكل مستمر قد تحفز نوبات الصداع أيضًا، لذلك يعتمد إدخال الكافيين لحميتك الغذائية على ما تجده أمثل لك.
هناك خيارات عِدة فيما يتعلق بالحد من نوبات الصداع النصفي وإيقاف أعراضها عند حدوثها، وتختلف خطط العلاج من حالة لأخرى، لذلك كل ما عليك فعله هو مناقشة الطبيب واختيار خطة العلاج الأمثل لك.. دُمتم بصحة.