توب ستوريجمال ورشاقة

اكتئاب الشتاء.. بين برودة الطقس وبرودة المشاعر

مع قدوم الشتاء، يرحب البعض بدفء البطانيات وأكواب الشاي الساخنة، بينما يعيش آخرون وجهاً آخر لهذا الفصل، حيث يعانون من حالة نفسية تُعرف بـ”اكتئاب الشتاء“. هذه الظاهرة ليست مجرد حالة عابرة من الحزن، بل اضطراب حقيقي له أسبابه النفسية والجسدية وآثاره العميقة.

ما هو اكتئاب الشتاء؟
اكتئاب الشتاء، أو ما يُعرف بالاكتئاب الموسمي (SAD)، حالة نفسية تُصيب بعض الأشخاص خلال أشهر الشتاء الباردة. يُعتقد أن السبب الرئيسي وراء هذه الظاهرة هو نقص التعرض للضوء الطبيعي بسبب قِصر النهار. يؤدي ذلك إلى اضطرابات في الساعة البيولوجية للجسم، مما يؤثر على مستويات الهرمونات المسؤولة عن تنظيم المزاج، مثل السيروتونين والميلاتونين.

الأعراض: إشارات لا يجب تجاهلها
تتراوح الأعراض بين نفسية وجسدية وتشمل:

انخفاض مستمر في المزاج والشعور بالحزن.
فقدان الحافز والطاقة، حتى في أبسط الأنشطة.
زيادة في عدد ساعات النوم مع شعور مستمر بالإرهاق.
زيادة الشهية للطعام، خصوصاً السكريات والكربوهيدرات.
هذه الأعراض قد تتداخل مع حياة الشخص اليومية، مما يجعل من الصعب تجاهلها أو اعتبارها حالة عابرة.

اكتئاب الشتاء اضطراب موسمي يؤثر على المزاج والطاقة. سببه نقص الضوء الطبيعي، وأعراضه تشمل الحزن والخمول. علاجه يتطلب ضوءاً، نشاطاً، ودعماً نفسياً.
الضوء: العامل الغائب والحل الواعد
أثبتت الأبحاث أن نقص التعرض للضوء الطبيعي يُعد أحد أهم أسباب اكتئاب الشتاء. الضوء يُحفز إنتاج السيروتونين، الذي يُعتبر “هرمون السعادة”. لذلك، يُنصح المرضى بالتعرض لأشعة الشمس عند الصباح، أو استخدام مصابيح العلاج الضوئي، التي تحاكي ضوء النهار الطبيعي.

العلاج: خيارات متعددة
يُعتبر اكتئاب الشتاء اضطراباً قابلاً للعلاج، وهناك عدة خيارات للتخفيف من آثاره:

العلاج الضوئي: استخدام مصابيح خاصة لمدة 20-30 دقيقة يومياً.
العلاج النفسي: مثل العلاج السلوكي المعرفي، الذي يُركز على تغيير الأفكار السلبية.
النشاط البدني: يُحسن التمارين الرياضية إنتاج الهرمونات المرتبطة بالسعادة.
التغذية الصحية: تقليل السكريات وزيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالمغذيات.
دروس مستفادة من الطبيعة
بينما يُنظر إلى الشتاء على أنه فصل كئيب، يحمل هذا الفصل في طياته دروساً قيّمة. مثلما تدخل الأشجار في سباتها الطبيعي استعداداً للربيع، قد يكون اكتئاب الشتاء دعوة لإعادة التفكير في أنماط حياتنا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى