امومة وطفولة

اكتشافان يفسران اختلاف تشخيص التوحد بين الطفولة والمراهقة

أظهرت أحدث دراسة دولية، نشرت في مجلة “نيتشر”، أن التوحد ليس حالة واحدة متجانسة، بل يشمل طيفاً واسعاً من الاضطرابات الوراثية تختلف باختلاف العمر عند التشخيص.

 

الدراسة التي قادها قسم الطب النفسي في جامعة كامبريدج البريطانية، حللت بيانات جينية لأكثر من 45,000 شخص من أوروبا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى بيانات سلوكية من عينات أصغر تراوحت بين 89 و188 طفلاً.

 

وأوضحت النتائج أن الأطفال الذين يُشخَّصون بالتوحد قبل سن السادسة يُظهرون صعوبات سلوكية واجتماعية منذ الطفولة المبكرة، بينما أولئك الذين يتم تشخيصهم في سن المراهقة أو بعدها يواجهون تحديات سلوكية واجتماعية في هذه المرحلة، مع احتمال أكبر للإصابة باضطرابات الصحة النفسية مثل الاكتئاب.

 

وكشفت الدراسة عن ملفين جينيين مختلفين بحسب عمر التشخيص، حيث أظهر التوحد المكتشف لاحقاً تشابهاً جينياً أكبر مع اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، واضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب، مقارنة بالتوحد الذي يُشخص في الطفولة المبكرة.

 

ويشير الباحثون إلى أن قلة الدعم في السنوات الأولى من العمر تزيد من خطر المشكلات النفسية لدى المجموعة التي تم تشخيصها متأخراً، خاصة مع تعرضهم لمواقف مثل التنمر المدرسي.

 

وأشار الباحث Varun Warrier من جامعة كامبريدج إلى أن هناك عوامل جينية تجعل بعض السمات تظهر مبكراً وتُسهل التشخيص، بينما سمات أخرى قد لا تظهر إلا في مراحل لاحقة من الطفولة أو المراهقة.

 

وأضاف أن فهم التفاعل المعقد بين الجينات والعوامل الاجتماعية سيكون الخطوة التالية لدعم الأفراد المصابين بالتوحد في جميع الأعمار.

 

وتؤكد هذه الدراسة أن التعرف المبكر على التوحد وتقديم الدعم المناسب يمكن أن يحسن الصحة النفسية والقدرة على التكيف، بينما التشخيص المتأخر يتطلب متابعة دقيقة لتقليل المخاطر المرتبطة بالصعوبات النفسية والاجتماعية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى