صحة مصر

«التكنولوجيا الخضراء».. سلاح يتصدى للتحديات والتغيرات المناخية

التكنولوجيا الخضراء أو التكنولوجيا الصديقة للبيئة تُقلل من استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون والتأثيرات السلبية على كوكب الأرض من خلال الممارسات الاستدامة والابتكار والاعتماد على الحلول القائمة على الطبيعة التى تركز على تخفيف آثار تغير المناخ ودعم المجتمعات المحلية بما يعود بالنفع على الناس والطبيعة في آن واحد.

وفى هذا الصدد، تقوم “مؤسسة بيئة بلا حدود” بالعمل مع تحالف من منظمات المجتمع المدنى فى مصر لتنفيذ مشروع “مجتمع مستخدمى الطاقة الخضراء، بالتعاون مع شركة IBM العالمية، حيث يستهدف المشروع دعم مستخدمى الطاقة النظيفة فى مصر وخاصة أفراد المجتمع المحلى المقيم بمناطق المحميات الطبيعية بمناطق الفيوم ووادى الجمال بالبحر الأحمر ومنطقة الخارجة بمحافظ الوادى الجديد.

وقال الدكتور عادل سليمان رئيس “جمعية بيئة بلا حدود” ، فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش ورشة العمل التى نظمتها الجمعية بالتنسيق مع جمعية كتاب البيئة والتنمية، إن المشروع عمل على مدار عامين بتطوير تطبيق الكترونى ليساعد أفراد المجتمع المحلى فى التغلب على تحديات استخدام وحدات الطاقة الشمسية ، بالاضافة الى نشر التوعية بأهمية استخدامات مثل هذه الطاقة النظيفة الصديقة للبيئة، وقد حصلت المؤسسة على رعاية وزارة البيئة المصرية لدعم استخدام هذا التطبيق على نطاق واسع ولتشجيع برامج نشر ثقافة استخدام الطاقة النظيفة فى مصر بصفة عامة ومناطق المحميات الطبيعية فى مصر بصفه خاصة.

 

وأضاف سليمان أنه بالتعاون مع شركة IBM تم خلال العام الماضى إطلاق منصة “جرين طاقة”، وهو نظام مبتكر مصمم لتوسيع نطاق وصول المجتمعات لموارد الطاقة النظيفة ومقدميها في جميع أنحاء مصر ويركز على تسهيل الوصول إلى الطاقة النظيفة، تتبع استهلاكها، وتوفير الدعم للمستخدمين ، وتهدف منصة جرين طاقة، المطورة من خلال برنامج IBM لتسريع الاستدامة، الى توفير طاقة نظيفة موثوقة وبأسعار مناسبة للمجتمعات.

وأشار إلى أنه تم تطوير منصة جرين طاقة من خلال برنامج مسّرع الاستدامة الخاص بالشركة ، الذي يركز على توسيع الحلول التي تتصدى للتحديات البيئية، مشيرا الى أن منصة جرين طاقة تعد خطوة هامة لضمان حصول المجتمعات النائية في مصر على طاقة مستدامة وبأسعار مناسبة مما يدعم النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية.

 

وأوضح الدكتور عادل سليمان أنه بعد إطلاق المنصة للمقيمين ومقدمي الخدمات في مصر، ستعمل “مؤسسة بيئة بلا حدود” على تنفيذ المرحلة الأولى التي تركز على مجتمعات وادي الجمال بمحافظة البحر الأحمر، وقرية سيدنا الخضر بمحافظة الفيوم، وواحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، بدعم من جمعية “بادر” للتنمية المستدامة وسيحقق المستخدمون فوائد كبيرة من قدرة المنصة على تسهيل الوصول إلى الطاقة النظيفة.

الاستثمار في مستقبل أفضل

وعندما نتحدث عن التكنولوجيا الخضراء لابد من الاشارة الى مفهوم التمويل المستدام كأداة أساسية لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة والعدالة الاجتماعية ، حيث يُعد التمويل المستدام أحد المفاهيم الحديثة في علم الاقتصاد، ويركز على دمج المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في القرارات المالية والاستثمارية ، مما يجعله أداة قوية لمواجهة التحديات العالمية مثل التغيير المناخي وعدم المساواة الاجتماعية.

 

وحول مفهوم التمويل المستدام وأهميته لخلق حلول قائمة على الطبيعة ، تحدثت طاهرة الحفناوي الأمين العام لصندوق حماية البيئة سابقا والمسؤول المالى لـ”جمعية بيئة بلا حدود” قائلة : إن التمويل المستدام هو عملية توجيه التدفقات المالية نحو مشروعات واستثمارات تأخذ بعين الاعتبار التأثيرات البيئية والاجتماعية إلى جانب تحقيق العوائد المالية ويشمل ذلك الاستثمار في الطاقة المتجددة وإدارة الموارد الطبيعية وتمويل المشروعات التي تعزز الممارسات الأخلاقية والمسئولية المجتمعية.

وأضافت الحفناوى أن التمويل المستدام يعمل على حماية البيئة من خلال دعم المشروعات الصديقة للبيئة مثل الطاقة المتجددة وإعادة التدوير، ويساهم في تقليل انبعاثات الكربون والحفاظ على الموارد الطبيعية ، ويعزز مشروعات تدعم العمالة العادلة وتحسين ظروف العمل والمساواة في الفرص الاقتصادية بجانب تعزيز استقرار الأسواق المالية من خلال تشجيع الشركات على تبني ممارسات شفافة ومستدامة.

 

وأوضحت أن التمويل المستدام بشكل مباشر يساهم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة مثل القضاء على الفقر وتحسين الصحة والتعليم وضمان الاستدامة ، بالاضافة الى جذب المستثمرين حيث أصبح المستثمرون أكثر وعياً بأهمية المسئولية الاجتماعية والحوكمة البيئية، مما دفع المؤسسات المالية إلى تقديم منتجات استثمارية تتماشى مع معايير الاستدامة ، وكذلك يشجع التمويل المستدام على تطوير حلول مبتكرة مثل تكنولوجيا الطاقة النظيفة والزراعة الذكية والبنية التحتية المستدامة، مما يفتح فرصاً اقتصادية جديدة.

مثلة على أنشطة التمويل الأخضر

وأوضحت طاهرة الحفناوى أن من امثلة التمويل المستدام أو الاخضر هو الطاقة المتجددة مثل توليد الكهرباء من أشعة الطاقة الشمسية، التسخين باستخدام الطاقة الشمسية، توليد الطاقة الكهربائية أو الحرارية من المخلفات الحيوية، الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في الإنتاج، وتحسين كفاءة الشبكات الكهربائية، استبدال خطوط الإنتاج التي تهدف إلى تخفيض استهلاك الطاقة، العمل على إنشاء طرق صديقة للبيئة وتطويرها بجانب التركيز على المباني الخضراء التي يتم تصميمها لتقليل استهلاك الطاقة والسيارات الكهربائية ووسائل النقل الهجين التي تجمع بين محرك تقليدي مع محرك كهربائي وأيضا الزراعة الذكية واستخدام وسائل الري المستدام الحديثة.

 

ونوهت بأنه رغم الفوائد العديدة، يواجه التمويل المستدام بعض التحديات منها نقص البيانات وعدم وجود معايير موحدة لقياس تأثير الاستثمارات المستدامة يعيق تقدم هذا المجال، التكلفة الأولية العالية فبعض المشروعات المستدامة تحتاج إلى استثمارات أولية مرتفعة مما قد يجعلها أقل جاذبية مقارنة بالخيارات التقليدية.

وأكدت الحفناوى أن التحول نحو الاقتصاد المستدام ليس مجرد خيار بل أصبح ضرورة لضمان مستقبل اقتصادي واجتماعي متوازن ويتطلب ذلك تعاونا بين الحكومات والمؤسسات المالية والشركات والمجتمع المدني لتحقيق تنمية مستدامة تخدم الأجيال القادمة

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى