الصحة العالمية تدعو لتوسيع الوصول إلى أدوية الإيدز طويلة المفعول وسط اضطرابات تمويلية تهدد جهود الوقاية

دعت منظمة الصحة العالمية الحكومات والشركاء الدوليين إلى توسيع نطاق الوصول سريعًا للأدوات والابتكارات الطبية الجديدة المعتمدة لديها، وعلى رأسها حقن ليناكابافير طويلة المفعول، وذلك للحد من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية ومواجهة الاضطرابات المتزايدة في الخدمات الصحية الأساسية الناجمة عن خفض المساعدات الخارجية.
وقالت المنظمة، في بيان رسمي، إن الاستجابة العالمية لفيروس نقص المناعة البشرية شهدت زخمًا ملحوظًا خلال عام 2025 بعد طرح حقن ليناكابافير، التي تُعطى مرتين سنويًا، واعتمادها كبديل فعال للحبوب الفموية، ما يمثل نقلة نوعية للأشخاص الذين يواجهون صعوبات في الالتزام بالعلاج أو يتعرضون للوصم أثناء طلب الرعاية الصحية.
إرشادات جديدة من المنظمة
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أصدرت في يوليو الماضي إرشادات توصي باستخدام ليناكابافير كخيار إضافي للوقاية قبل التعرض (PrEP)، للحد من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
لكن المنظمة حذرت من أن التخفيضات المفاجئة في التمويل الدولي خلال 2024 تسببت في اضطرابات خطيرة بخدمات الوقاية والعلاج والاختبار، إضافة إلى تقليص أو إغلاق برامج مجتمعية أساسية، مثل خدمات الوقاية قبل التعرض ومبادرات الحد من الضرر للأشخاص الذين يحقنون المخدرات.
تيدروس: نواجه تحديات كبيرة وفرصًا أكبر
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس:
“نواجه تحديات كبيرة مع خفض التمويل وتعثر جهود الوقاية، لكن لدينا أيضًا فرصًا هائلة بفضل أدوات جديدة قادرة على تغيير مسار وباء فيروس نقص المناعة البشرية.”
وأكد أن توسيع الوصول إلى هذه الابتكارات يجب أن يكون أولوية قصوى لدى جميع الحكومات والشركاء.
في اليوم العالمي للإيدز: دعوة لنهج مشترك
وبمناسبة اليوم العالمي للإيدز، الذي يأتي هذا العام تحت شعار “التغلب على الاضطراب وتحويل الاستجابة للإيدز”، شددت المنظمة على أهمية الجمع بين التضامن والاستثمار في الابتكار لحماية أكثر الفئات عرضة للخطر.
أرقام مقلقة لعام 2024
وفقًا لبيانات برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، سجل العالم:
1.3 مليون إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية.
49% من الإصابات حدثت بين الفئات السكانية الرئيسية وشركائهم.
العاملون بالجنس والنساء المتحولات جنسيًا يواجهون خطرًا أعلى للإصابة بـ 17 مرة.
الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال يواجهون خطرًا أعلى بـ 18 مرة.
الأشخاص الذين يحقنون المخدرات يواجهون خطرًا أعلى بـ 34 مرة.
وترتبط هذه الأرقام بعوامل أساسية مثل الوصمة والتمييز والحواجز القانونية والاجتماعية التي تعيق الوصول إلى الرعاية الصحية.
ويُقدّر عدد المصابين عالميًا بنحو 40.8 مليون شخص، بينما توفي 630 ألف شخص بسبب أمراض مرتبطة بالفيروس في 2024.
كما حذر ائتلاف مناصرة أدوية الإيدز من أنه بحلول أكتوبر 2025 قد يفقد أكثر من 2.5 مليون شخص إمكانية الحصول على علاج الوقاية قبل التعرض (PrEP) بسبب تراجع تمويل المانحين، مما قد يعرض جهود القضاء على الإيدز بحلول 2030 للخطر.
زخم الابتكار والدعم العالمي
وقالت الدكتورة تيريزا كاساييفا، مديرة إدارة فيروس نقص المناعة البشرية والسل والتهاب الكبد في منظمة الصحة العالمية:
“نحن ندخل حقبة جديدة من الابتكارات الفعالة في الوقاية والعلاج. ومع الإجراءات الحاسمة ودعم المجتمعات، يمكننا ضمان وصول الفئات الأكثر ضعفًا إلى خدمات منقذة للحياة.”
تحركات تنظيمية لتسهيل الوصول
وأشارت المنظمة إلى أنها قامت بتأهيل ليناكابافير طويل المفعول في أكتوبر 2025، تبعتها موافقات وطنية في:
جنوب أفريقيا – 27 أكتوبر
زيمبابوي – 27 نوفمبر
زامبيا – 4 نوفمبر
وتم ذلك بدعم من آلية التسجيل التعاوني لمنظمة الصحة العالمية، وبالتعاون مع شركاء عالميين مثل مؤسسة بيل وميليندا جيتس والصندوق العالمي ومبادرة يونيتيد.
دمج خدمات الإيدز في الرعاية الصحية الأولية
وأكدت المنظمة أن القضاء على وباء الإيدز يتطلب نهجًا قائمًا على الأدلة ومبنيًا على الحقوق، مع دمج خدمات الفيروس في منظومة الرعاية الأولية، وتعزيز الاستثمار المحلي، وحماية حقوق الإنسان لضمان عدم ترك أحد خلف الركب.



