الكونغو: مخاوف في كينشاسا من تلوث مياه الصنبور في ظل تفشي وباء الكوليرا
تتزايد المخاوف في العاصمة الكونغولية كينشاسا بشأن جودة مياه الصنبور، في ظل عودة مقلقة لوباء الكوليرا الذي يواصل انتشاره في عدة اقاليم في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ووفقا لوزارة الصحة الكونغولية، تم تسجيل نحو 33 الف إصابة بالكوليرا منذ بداية عام 2025، حيث طال الوباء 17 من أصل 26 اقليم في البلاد، بما فيها العاصمة كينشاسا، حيث تأثرت 25 من أصل 35 منطقة صحية.
ومع عودة ظهور الوباء بشكل مثير للقلق، يشعر العديد من سكان كينشاسا بالقلق، بحسبما أوردت اذاعة “دويتشه فيله”، إزاء جودة المياه التي توزعها شركة “ريجيديسو” الحكومية، حيث تحدثوا عن حصولهم على مياه ملونة أو تحتوي على رواسب .
من جانبها، نفت شركة “ريجيديسو” وجود أي صلة مباشرة بين خدماتها وتفشي المرض، مشددة على أن المياه التي توزعها “تخضع للمعالجة بواسطة هيبوكلوريت الكالسيوم وهو منتج فعال ضد الميكروبات والكلور الحر”، ويتم زيادة الجرعة خلال فترات الوباء لضمان الحماية في جميع أنحاء الشبكة، بما في ذلك المناطق البعيدة.
وقال المتحدث باسم الشركة، إيميل لوسامبي باشي، إن المياه مطابقة لمعايير منظمة الصحة العالمية، مؤكدا وجود مخزون كاف من المواد الكيميائية يبلغ أكثر من 1490 طنا، بالإضافة إلى فرقة طوارئ داخلية تراقب جودة المياه بشكل يومي.
في المقابل، يدعو خبراء الصحة إلى الحذر، حيث أوصى الدكتور تيوفيل لوكيمبي، وهو طبيب في فريق الطوارئ التابع لمنظمة أطباء بلا حدود البلجيكية، السكان باتباع خطوات وقائية إذا بدت المياه غير صالحة “إذا كانت المياه ملوثة، يجب أولا تركها لتستقر فيها الشوائب، ثم تصفيتها بقطعة قماش نظيفة. بعد ذلك، من الضروري غليها. كما يعد تعريض المياه لأشعة الشمس لفترات طويلة طريقة تطهير طبيعية”.
ويؤكد الخبراء أن هذه الإجراءات الاحترازية البسيطة تظل ضرورية، في ظل صعوبة الوصول إلى مياه شرب آمنة، للحد من انتشار وباء الكوليرا وحماية الصحة العامة في كينشاسا.
