بخطوات بسيطة تغلب على اكتئاب التعليم والمذاكرة لأبنائك

يواجه بعض الأطفال والشباب صعوبات كبيرة في الدراسة، قد تكون ناتجة عن اضطراب نفسي، يطلق عليه أطباء الصحة النفسية اسم اكتئاب التعليم أو الاكتئاب الدراسي.
لا أستطيع الدراسة بسبب الاكتئاب، عبارة يرردها بعض الطلاب ممن يواجهون صعوبات كبيرة خلال حياتهم الدراسية تتسبب في إصابتهم باضطراب نفسي يُطلق عليه أطباء الصحة النفسية اسم الاكتئاب الدراسي.
إن اكتئاب التعليم عبارة عن حالة نفسية تجعل الطفل أو الشاب غير قادرًا على التحصيل الدراسي.
فالاكتئاب هو حالة من الاضطراب المزاجي يتسبب بشعور متصل بالحزن إضافة للشعور بحالة فقدان الشغف والاهتمام بكل شيء لأسبوعين أو أكثر، وهذا الشعور مغاير تماماً لنوبات الحزن المؤقت الطبيعية التي تصيب الجميع والتعامل معه مختلف تماماً فلا يمكن التخلص منه بسهولة.
تحدث الإصابة به للعديد من الأسباب، وتشمل:
– تغيير البيئة التعليمية، بسبب الانتقال من مدرسة لأخرى أو لمرحلة دراسية جديدة.
– تغيير نمط الحياة من الإجازة إلى الدراسة دون التمهيد لذلك.
– الخلافات الأسرية في بداية العام الدراسي.
– صعوبة التواصل مع المعلمين.
– الالتحاق بكلية غير مرغوب فيها.
– الاطلاع على الأخبار السلبية الخاصة بالدراسة.
– السماع للخبرات السابقة بشأن الدراسة.
– التعرض للتنمر من قبل زملاء الدراسة أو المعلمين.
– الأرق أو قلة النوم، بسبب الاضطراب الذي تشهده الساعة البيولوجية، التي اعتاد صاحبها على السهر خلال الإجازة واضطراره للنوم مبكرًا، للذهاب للمدرسة أو الجامعة.
– زيادة عدد المواد الدراسية أو المعلومات التي يستقبلها العقل.
– تعنيف المعلمين للطلاب أو نعتهم بقلة الذكاء.
قد يهمك أيضًا: علامات تنذرِك بتعرض طفلِك للتنمر بالمدرسة.. 4 نصائح للتعامل معه
أعراض الاكتئاب الدراسي
اكتئاب التعليم يسبب مجموعة من الأعراض المزعجة، أبرزها:
– صعوبة التحصيل الدراسي.
– استغراق وقت طويل في المذاكرة، دون القدرة على حفظ المعلومات.
– النسيان المستمر.
– عدم الرغبة في الذهاب للمدرسة أو الجامعة.
– إهمال الواجبات المدرسية.
– الخمول والتعب.
– التوتر.
– اضطرابات النوم.
– قضاء ساعات طويلة في استعمال الهاتف المحمول.
– تجنب التواصل البصري مع الزملاء والمعلمين.
علامات وأعراض الاكتئاب الدراسي
يسبّب اكتئاب الدراسة انعدام الشغف الدراسي، ويتبع ذلك مجموعة من الأعراض المزعجة أبرزها:
صعوبة التحصيل الدراسي وزيادة الأفكار السلبية التي تؤدي إلى الاستغراق في المذاكرة لوقت طويل دون القدرة على حفظ المعلومات، والنسيان المستمر والشعور بالعجز والإحباط والانسحاب من متطلبات الدراسة.
اضطرابات وتقلبات في الحالة المزاجية تُحدث لدى المصاب اضطرابات في النوم والأكل؛ فيشعر بالخمول والتوتر، وتسبب لديه قصور القدرة العقلية على إداء المهام البسيطة، والاعتماد على المنبهات شكل كبير لاعتقاده أنها وسيلة جيدة للتركيز والانتباه.
قضاء وقت طويل على الجوال يصيب الطالب بالتشتت وعدم التركيز والنسيان ويبدو الأمر بشكل أكبر عند الأطفال، أما بالنسبة للطلاب المنقطعين عن الدراسة لفترات طويلة فإن إدمان استخدام الجوالات والسهر الطويل والانقطاع عن الدراسة يؤدي إلى الشعور بالعجز وعدم القدرة على التركيز وحفظ المعلومات، مما يسبب تكوّن افكار سلبية للطالب عن نفسه بالعجز وعدم الثقة بنفسه والاحباط.
إن البناء المعرفي الذي يتكون لدى الطفل والمراهق ينشأ من نمط التنشئة الاجتماعية والبيئة المحيطة ولنظرة الطفل والمراهق لنفسه من خلال المواقف والأحداث التي يتم التعرض لها والاستعداد النفسي والتي تكون كالخرسانة حيث من الصعوبة تغييرها لاحقا إلا من خلال العلاج النفسي (المعرفي السلوكي).
أسباب الاكتئاب الدراسي
تتعدد الأسباب وراء معاناة الطلاب من اكتئاب الدراسة، وفيما يلي نوضح بعضاً منها:
الخوف من الفشل
يعاني العديد من الطلاب من الخوف والقلق من الفشل في الدراسة، ويحدث ذلك دوماً في حال لم يتمكن الطالب من تحقيق إنجاز دراسي يلبي توقعات المحيطين به مثل والديه أو معلميه وحتى زملائه أنفسهم. فأسباب الخوف من الفشل الدراسي تأتي في صور مختلفة بين توقعات المحيطين، ومشاعر القلق والتوتر التي تتملك الطالب بسبب رغبته للسعي وراء الكمال.
قلة النوم
عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم الذي يعد عبئاً على الجسم يفوق طاقة تحمله، فيترتب عليه الإصابة بالإجهاد والشعور بحالة من التوتر والقلق.
القلق من الاختبارات
تعد من الأسباب الشائعة بين الطلاب فالاختبارات توتر جميع الطلاب وتسبب لديهم خوفاً شديداً، فقد يخشى الطالب في الأيام التي تسبق موعد الامتحانات ألا يمتلك وقتاً كافياً للاستعداد لها أو أن يحصل على درجات ضعيفة.
عبء المواد الثقيلة
هناك بعض المواد الدراسية تتطلب وقتاً أطول لدراستها مقارنةً بغيرها من المواد، وهذا الأمر يشكل نوع من الضغط على العديد من الطلاب.
قلة أوقات الراحة
الدراسة مهمة للغاية ولا يختلف على ذلك أحد لكن الحصول على فترات راحة هو أمر لا يقل أهمية عن الدراسة أيضاً، فكثير من الطلاب ينغمسون في الدراسة طوال الوقت دون التوقف لبعض الوقت للحصول على قسط الراحة، مما يؤدي لشعورهم بحالة من الإجهاد.
علامات الاكتئاب الدراسي
الحزن والقلق شعور طبيعي يمر به كثير من الطلاب خلال مرحلة الدراسة وعادةً تختفي هذه المشاعر خلال بضعة أيام على الأكثر، أما الاكتئاب يؤثر على كيفية شعور الطالب بالأشياء والأشخاص من حوله كما يؤثر على سلوكه وكيفية تفكيره مما يتسبب بمشكلات صحية ونفسية عديدة لذا من الأفضل الحصول على الرعاية الطبية اللازمة مبكراً، ومن العلامات التي يمكن الاسترشاد بها لمعرفة إن كان الطالب يعاني من اكتئاب الدراسة هي:
الانفعال الشديد أو الشعور بالإحباط بشكل مبالغ فيه في كثير من المواقف.
فقدان الشغف والاستمتاع بمختلف الأنشطة والهوايات.
الإحساس بحالة من انعدام القيمة أو الحزن الشديد أو اليأس.
المعاناة من صعوبة في النوم، وقد يتمثل هذا الأمر في الإفراط في النوم أو قلته.
الشعور بحالة من التعب والإجهاد حتى عند القيام بأبسط النشاطات.
تدني مستوى الطالب الدراسي.
مواجهة صعوبات في التفكير واتخاذ أيّ قرار.
كثرة النسيان ومواجهة صعوبة في تذكر الكثير من الأشياء.
الشعور بالذنب والتركيز على المواقف السلبية السابقة.
كثرة لوم الطالب نفسه على أشياء ليس المسؤول عنها.
تكرار تفكير الطالب في التخلص من حياته، أو محاولة فعل هذا الأمر.
اضطراب الشهية في العادة ترتبط بقلة تناول الطعام وخسارة الوزن بشكل كبير، لكن في بعض الحالات تؤدي للشراهة واكتساب الوزن.
معاناة الطالب من مشكلات صحية غير معلومة السبب مثل الصداع.
علاج الاكتئاب الدراسي
وأما السؤال الأهم، فهو كيف يمكن علاج مشكلة اكتئاب الدراسة، وتجنيب طلابنا هذه الحالة التي ستؤصر سلباً على مستقبلهم العلمي. وهي هذه الفقرة نسلط الضوء على طرق علاج مشكلة الاكتئاب الدراسي ونلخصها في النقاط التالية:
1- عدم تجاهل المشكلة
الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الطلاب هو تجاهل الأمر والتظاهر بالقوة والشعور بالسعادة، وبأن كل شيء على ما يرام، لكن هذه ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع الاكتئاب خلال مرحلة الدراسة فالتظاهر بالقوة الوهمية سيزيد الأمور تعقيداً وسوءاً ليس أكثر. ويمكنك القيام بأحد اختبارت الاكتئاب -مع غياب وجود اختبار يكشف اكتئاب الدراسة– التي تعطيك فكرة إن كانت تعاني من الإكتئاب أم لا.
2- طلب المساعدة
كثير من الأشخاص يؤخرون خطوة طلب المساعدة كونهم لا يشعرون بالراحة تجاه هذه الفكرة، لذا ابحث عن متخصص في الصحة النفسية يرشدك للخطوات الصحيحة لمعالجة حالة الاكتئاب للتحدث معه بشأن حالتك النفسية وما تشعر به، ولا تطلب المشورة من غير أهل الاختصاص لما سيسبب تفاقم في المشكلات لاحقا.
3- تنظيم الوقت
تنظيم الوقت والتخطيط للدراسة ووضع جداول منظمة تسير وفقاً لها في المرحلة الدراسية من الخطوات الهامة التي تساعد في تخفيف الضغط فالعشوائية وعدم التخطيط تسبب شعوراً بالقلق والتوتر وهذا الأمر طبيعي.
والنقطة الأهم في مسألة تنظيم الوقت أن يكون ما تحدده من مهام يومية منطقي وقابل للتنفيذ وملائم لطبيعة حياتك، حتى لا تتراكم عليك المهام وتسبب لك ضغطاً جديداً.
التغييرات السلوكية
راقب التغيرات السلوكية مثل:
الشعور بالتعب وفقدان الطاقة
الأرق أو كثرة النوم
التغيرات في الشهية، مثل فقدان الشهية والوزن، أو الرغبة الملحّة المتزايدة في تناول الطعام وزيادة الوزن
شُرب الكحوليات أو تعاطي المخدرات
الهياج أو القلق؛ مثل سرعة الحركة أو التواء اليد أو عدم القدرة على الجلوس ساكنًا
البطء في التفكير أو التحدث أو حركات الجسم
كثرة الشكوى من آلام الجسم والصداع دون سبب واضح، وقد يشمل هذا زيارات متكررة لممرضة المدرسة
العزلة الاجتماعية
ضَعف الأداء الدراسي أو الغياب المتكرر عن المدرسة
قلة العناية بالنظافة الشخصية أو المظهر
نوبات الغضب أو السلوك التخريبي أو الخطير، أو غيرها من السلوكيات التمثيلية العُصابية
إيذاء النفس مثل الجرح أو الحرق
التخطيط للانتحار أو محاولة الانتحار
ما هو الطبيعي وما هو الغير طبيعي
من الصعب التفرقة بين ارتفاعات وانخفاضات المزاج التي هي جزء من المراهقة عمومًا وبين اكتئاب المراهقة. تحدث إلى طفلك المراهق. حدد ما إذا كان هو أو هي قادرًا على السيطرة على المشاعر القوية، أم أن الحياة تبدو أنها تتغلب عليه.
علاج الاكتئاب الدراسي
واختتم هندي حديثه بتقديم روشتة لعلاج الاكتئاب الدراسي، تتضمن الإرشادات التالية:
– عدم إجبار الطفل على المذاكرة لساعات طويلة.
– الحصول على قسط من الراحة بين ساعات المذاكرة.
– التنويع في أساليب المذاكرة.
– الحفاظ على هدوء المنزل والتوقف عن افتعال المشاكل الأسرية.
– عدم مبالغة الأبوين في رفع سقف توقعاتهم، لأن ذلك يشكل ضغطًا على الطفل.
– تجنب تعنيف الطفل عند حصوله على درجات دراسية منخفضة.
– تشجيع الطفل عندما ينهي الواجبات المدرسية، مع ضرورة مكافأته، لضمان الاستمرارية.
– الابتعاد عن الأخبار السلبية قدر الإمكان.
– التواصل مع إدارة المدرسة، للإبلاغ عن حالات التنمر.
– النوم لمدة 8 ساعات يوميًا.
– تخصيص وقت لممارسة الرياضة على مدار اليوم.
– ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء، مثل اليوجا والتنفس العميق، لتخفيف التوتر.
– اتباع نظام غذائي صحي.
يجب على الطالب تجنب المذاكرة لساعات طويلة من الليل، وينبغي عليه الحصول على قسط من الراحة، والحفاظ على الهدوء والطمأنينة في البيت، والتنويع في أساليب الاستذكار كعمل خرائط ذهنية، والحفاظ على ساعات النشاط وساعات النوم، إذ يجب على الطالب النوم 8 ساعات يومياً، وعدم مبالغة الأبوين في رفع سقف توقعات المحصول الدراسي لأن ذلك يشكل ضغطًا على الطفل والمراهق، بل يجب استبدال هذا الضغط بالمكافأة والتعزيز الإيجابي والمعنوي لضمان الاستمرارية الصحية.
كما يجب اتباع نظام غذائي صحي يساعد العقل على العمل مثل المكسرات والبروتينات والفيتامينات، والتقليل من الحلويات والمشروبات الغازية لما لها من ضرر في استقرار الطالب وهدوئه سواء كان طفلاً أو مراهقاً.