امومة وطفولة

تيك توك يعيد إحياء خرافات “تحديد جنس المولود” بنظريات قديمة

يشهد اتجاه متزايد على وسائل التواصل الاجتماعي إحياء خرافات قديمة ونظريات حول كيفية التأثير في جنس المولود، حيث جذب هذا الاتجاه ملايين المشاهدات تحت وسم تغيير الجنس.

وتشارك العديد من الأمهات طرقًا مفصلة يعتقدن أنها ساعدتهن في إنجاب ولد أو بنت، وغالبًا ما يستشهدن بطريقة شيتلز؛ وهي نظرية وضعها طبيب النساء الأمريكي لاندرووم بروير شيتلز في الستينيات. وفقًا لهذه النظرية، يمكن أن يؤثر توقيت الجماع بالنسبة للتبويض في جنس الطفل، حيث يُقال إن الحيوانات المنوية الحاملة للكروموسوم X “أنثوية” أبطأ لكنها تعيش لفترة أطول، بينما تلك الحاملة للكروموسوم Y “ذكرية” أسرع في السباحة.

 

وتنصح طريقة شيتلز الأزواج الذين يرغبون في فتاة بممارسة الجماع قبل يومين أو أكثر من التبويض، وأولئك الذين يريدون ولدًا بممارسة الجماع في يوم التبويض نفسه. وألهمت هذه الطريقة طرقًا مشتقة مثل طريقة بابي داست، التي تدعي معدل نجاح بنسبة 87% لكنها تفتقر إلى أدلة سريرية. كما اعتمدت بعض تطبيقات الخصوبة منطق شيتلز، مقترحة الأيام “الأفضل” للحمل بولد أو بنت.

 

وشاركت أمهات قصص نجاح شخصية عبر الإنترنت بعد اتباع هذه النصائح. كما يغير بعضهن نظامهن الغذائي بتناول مكملات أو أطعمة حمضية يُعتقد أنها تؤثر في درجة حموضة المهبل وبقاء الحيوانات المنوية، استنادًا إلى دراسات مثل دراسة هولندية عام 2010 التي اقترحت أن النظام الغذائي الغني بالكالسيوم وقليل الصوديوم قد يزيد فرص الحمل ببنت.

 

ومع ذلك، ينفي الخبراء في مجال  الخصوبة هذه الادعاءات بشدة. ويشرح الدكتور باسل وطّار، أستاذ أمراض الغدد الصماء في الطب التناسلي، أن الأدلة العلمية تُظهر عدم وجود طريقة موثوقة لتحديد جنس المولود بشكل طبيعي. فالكروموسوم الذي تحمله الحيوانات المنوية المخصبة هو ما يحدد جنس الطفل فقط. ولا تؤثر عوامل مثل نمط حركة الحيوانات المنوية أو درجة حموضة المهبل بشكل ملموس على أيّ من الحيوانات المنوية يخصب البويضة. كما قد يؤدي تغيير توقيت الجماع إلى تأخير الحمل.

 

ويمكن تحديد الجنس عبر تقنيات طبية مثل التلقيح الصناعي وفرز الحيوانات المنوية في بعض الدول، لكنها تتطلب تدخلًا طبيًّا. وينصح الخبراء الأزواج بالتركيز على الجماع المتكرر دون وسائل منع بدلاً من الطرق غير المثبتة.

 

ورغم التشكيك العلمي، فلا يزال هذا الاتجاه شائعًا على منصات مثل تيك توك، حيث يشارك كثيرون قصص نجاح مليئة بالأمل؛ ما يغذي الاهتمام بفكرة تحديد جنس المولود رغم نقص الأدلة الطبية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى