قضايا طبية

ثورة في علوم الدماغ.. اكتشاف دور غير متوقع للخلايا النجمية

لم تعد الخلايا النجمية، التي طالما وُصفت بأنها خلايا داعمة بسيطة، مجرد عنصر ثانوي في الدماغ؛ إذ كشفت دراسة حديثة عن قدرتها على دمج إشارات من دوائر عصبية مختلفة، ما قد يُحدث نقلة نوعية في فهمنا لوظائف الدماغ العليا مثل الذاكرة والعواطف والوعي واتخاذ القرار.

وبحسب تقرير لموقع فوتورا سيونس الفرنسي، فإن هذه النتائج قد تمهد الطريق نحو ابتكار علاجات جديدة للأمراض العصبية التنكسية.

الدراسة، التي نُشرت في مجلة سيل العلمية يوم 24 سبتمبر الجاري، جاءت ثمرة تعاون بين جامعات لوزان وجنيف وغرونوبل، والمعهد الوطني الفرنسي للبحوث الطبية (INSERM)، إضافة إلى مركز وايس للهندسة الحيوية والعصبية.

وتوضح النتائج أن الدماغ لا يعمل بفضل الخلايا العصبية وحدها، إذ إن ما يقرب من نصف خلاياه عبارة عن خلايا دبقية، ومن أبرزها الخلايا النجمية. هذه الخلايا ذات الشكل النجمي تتوزع بخيوط دقيقة بين الخلايا العصبية والأوعية الدموية، ما يجعلها على تماس مباشر مع المشابك العصبية، أي نقاط الاتصال بين الخلايا العصبية.

ومنذ تسعينيات القرن الماضي، اشتبه علماء الأعصاب في أن الخلايا النجمية تشارك في نقل المعلومات عبر الكالسيوم، الذي يُحفّز سلسلة تفاعلات داخل الخلية، بما في ذلك إطلاق نواقل جزيئية قادرة على تعديل النشاط العصبي.

وبهذا، تخرج الخلايا النجمية من الظل إلى مركز الاهتمام العلمي، كعنصر رئيسي في فهم آليات الدماغ وربما مفتاح علاجات مستقبلية لأمراض خطيرة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى