امومة وطفولة

جل لتجميل البشرة قد علاجًا واعدًا للذين يعانون من جفاف الفم المزمن  

اكتشف العلماء أن حمض الهيالورونيك، وهو جل يُستخدم عادة في العلاجات التجميلية لتنعيم تجاعيد الوجه، يمكن أن يقدم علاجًا واعدًا لملايين الأشخاص الذين يعانون من حفاف الفم المزمن، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

 

وللمرة الأولى في هذا الاختراق، الذي نُشر في المجلة الدولية لعلوم الفم، تُزرع خلايا الغدد اللعابية الوظيفية بنجاح خارج الجسم باستخدام حمض الهيالورونيك الصناعي كوسط للنمو.

 

ويعد حمض الهيالورونيك مادة طبيعية تساعد على ترطيب المفاصل والبشرة، ووجد الباحثون أنه يوفر بيئة مثالية لنمو خلايا الأكينار، وهي المسؤولة عن إنتاج اللعاب.

 

وقام فريق بحثي من جامعة “ماكغيل” في كندا بزراعة هذه الخلايا في جل حمض الهيالورونيك، فتجمعت لتشكيل عناقيد تشبه الغدد اللعابية البشرية. واستمرت هذه الخلايا نشطة لأسابيع، منتجةً البروتينات الأساسية وإنزيم ألفا-أميليز الهضمي الذي يحفز إفراز اللعاب.

 

ويصيب جفاف الفم، المعروف باسم الزيروسيتوميا، ملايين الأفراد حول العالم، ويؤثر بشكل كبير في جودة الحياة. ويحدث الجفاف عندما تعجز الغدد اللعابية عن إنتاج كمية كافية من اللعاب، ويكون سببه عدوى، أو مرض السكري، أو بعض الأدوية، أو نقص السوائل، أو التقدم في العمر. كما يعاني مرضى العلاج الإشعاعي لسرطان الرأس والعنق تلفا دائما في الغدد اللعابية يصل إلى 90% منهم.

 

وتقتصر العلاجات الحالية على بدائل اللعاب ومحفزاته، ولا توجد خيارات فعالة للمرضى الذين تعرّضت غددهم للتلف. وتشير الأبحاث الجديدة إلى أن الخلايا اللعابية المزروعة في حمض الهيالورونيك قد تُزرع في أفواه المرضى، لاستعادة إنتاج اللعاب الطبيعي بطريقة مشابهة لزرع الجلد في علاج الجروح.

 

وقال البروفيسور سيمون تران، قائد الدراسة، إن ضبط تركيبة الجل ساعد على محاكاة البيئة الطبيعية لخلايا الأكينار مما أتاح نموها ووظيفتها بنجاح. مع ذلك، لا تزال هناك حاجة لمعرفة ما إذا كانت جرعة واحدة تكفي أو إن كانت هناك حاجة لتكرار العلاج.

 

ورحب خبراء بهذه النتائج، مؤكدين أنها خطوة مهمة، لكنهم حذروا من ضرورة إجراء تجارب بشرية أوسع للتحقق من سلامة وفاعلية هذا العلاج الجديد. وإذا نجح، فقد يحسن بشكل كبير حياة المرضى الذين يعانون جفاف الفم المزمن عبر استعادة وظيفة الغدد اللعابية الطبيعية لديهم.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى