دراسة صينية: الخوف المعتدل قد يساعد مؤقتاً في تخفيف أعراض الاكتئاب

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعتي نينغشيا وشاندونغ الطبيتين في الصين أن الخوف ليس شعوراً سلبياً دائماً، بل يمكن أن يكون له تأثير إيجابي مؤقت في حالات الاكتئاب عبر كسر دائرة التفكير السلبي.
وأجرى الباحثون تجربتين علميتين لدراسة تأثير الخوف المسيطر عليه على نشاط الدماغ لدى المصابين بالاكتئاب. ففي التجربة الأولى، شارك 216 متطوعاً بدرجات مختلفة من الاكتئاب في تجربة داخل “بيت الأشباح”، حيث ارتدوا أجهزة استشعار وتم تحليل عينات من لعابهم.
وأظهرت النتائج – بحسب موقع Naukatv.ru – أن الأصحاء استمتعوا بمستوى خوف معتدل، بينما وجد المصابون بالاكتئاب الخفيف والمتوسط متعة أكبر عند مستويات خوف أعلى مع ارتفاع في هرمون الكورتيزول، في حين لم يُظهر مرضى الاكتئاب الشديد أي تغير واضح في استجاباتهم.
أما في التجربة الثانية، فشاهد 84 مريضاً بالاكتئاب الخفيف مقاطع من أفلام الرعب أثناء الخضوع لفحص الرنين المغناطيسي، حيث لاحظ الباحثون تنشيط القشرة الجبهية المسؤولة عن تنظيم العواطف، إلى جانب ضعف مؤقت في الاتصال العصبي بين شبكتي “الوضع الافتراضي” و”الأهمية”، ما يشير إلى عودة مؤقتة لنشاط دماغي يشبه الأدمغة السليمة.
وفسر الباحثون هذه النتائج بأن الخوف المتحكم به يحوّل انتباه الدماغ عن التفكير السلبي ويحفز مناطق الاستجابة للمؤثرات الخارجية، مما يعيد التوازن العصبي مؤقتاً ويمنح إحساساً لحظياً بالتحسن.
ورغم النتائج المشجعة، شدد الفريق البحثي على أن هذا التأثير مؤقت ولا يمكن اعتباره بديلاً للعلاج النفسي أو الدوائي، لكنه قد يفتح الباب أمام تطوير أساليب علاجية جديدة تعتمد على تحفيز العواطف بطريقة مسيطر عليها ضمن البرامج النفسية المستقبلية.



