دراسة: ملايين الأطفال محرومون من التطعيمات الروتينية

ذكرت دراسة عالمية جديدة أن ملايين الاطفال باتوا محرومين من التطعيمات الروتينية، وقد يستمر هذا التراجع في السنوات القادمة. موضحة ان 15.7 مليون طفل حول العالم لم يتلقوا أي تطعيمات روتينية في عام 2023 وفقا لأحدث التقديرات.
ونقلت شبكة /يورونيوز/ الاخبارية الاوروبية عن الدراسة التي اجراها باحثون لدي معهد القياسات الصحية والتقييم ( ومقره سياتل- الولايات المتحدة الامريكية ) ونشرتها مجلة “ذا لانسيت” الطبية انه على مدار ال 50 عاما الماضية، أنقذت التطعيمات الروتينية ضد أمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال والسل ما يقرب من 154 مليون شخص، معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة.
ومع ذلك، وجدت الدراسة أن كلا من الدول الغنية والنامية تتراجع الآن عن التطعيمات، بسبب اضطرابات الرعاية الصحية الناجمة عن جائحة كوفيد-19 وتزايد المعلومات المضللة حول اللقاحات.
ويعتقد الخبراء أن التخفيضات الأخيرة في المساعدات العالمية ستؤدي إلى تفاقم الوضع. فعلى سبيل المثال، انخفضت نسبة الأطفال الذين تم تلقيحهم ضد الحصبة في 100 دولة بين عامي 2010 و2019، وفقا لتحليل 11 لقاحا في 204 دولة ومنطقة.
وقد تكون العواقب وخيمة. فقد أودي تفشي الحصبة في أوروبا والولايات المتحدة بحياة 17 شخصا وأصابت آلافا آخرين خلال العام الماضي.
وقدرت الدراسة أن 15.6 مليون طفل فاتتهم فرصة الحصول على لقاح الحصبة أو الجرعات الثلاث الكاملة من لقاحات الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي . كما فاتت 15.9 مليون طفل آخر فرصة الحصول على لقاح شلل الأطفال، و9.18 مليون طفل فاتتهم فرصة الحصول على لقاح السل.
وبحلول عام 2023، قدر أن 15.7 مليون طفل ممن يطلق عليهم “الجرعة الصفرية” لم يتلقوا أي لقاحات. ويمثل هذا الرقم انخفاضا حادا عن 58.8 مليون طفل في عام 1980، ولكنه يمثل زيادة عن مستويات ما قبل الجائحة، وفقا للدراسة.
ويعيش معظم هؤلاء الأطفال اليوم في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا. لكن يوجد في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة أكثر من 165,000 طفل لم يتلقوا جرعة واحدة من اللقاح.
وعلى الرغم من أن معدلات التطعيم لا تزال أعلى بشكل عام في أوروبا، إلا أن القارة ليست بمنأى عن هذا الاتجاه العالمي. فمنذ عام ٢٠١٠، انخفضت تغطية التطعيم بلقاح واحد على الأقل في ٢١ دولة غنية، بما في ذلك النمسا وبلجيكا وقبرص وفنلندا وفرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة.
وبدورها قالت إميلي هاوزر، المؤلفة الرئيسية للدراسة والباحثة لدي معهد القياسات الصحية والتقييم في بيان: “يكمن التحدي الآن في تحسين توزيع اللقاحات واستيعابها في المناطق التي تنخفض فيها التغطية”.
وأشارت نتائج الدراسة أيضا إلى أنه من غير المرجح تحقيق الأهداف الصحية العالمية الرئيسية. وكان مسؤولو الصحة يهدفون إلى خفض عدد الأطفال الذين لا يتلقون أي جرعات لقاح إلى النصف بين عامي 2019 و2030، لكن 18 دولة فقط وصلت إلى هذا الحد بحلول عام 2023.ويقول خبراء الصحة إن التخفيضات الأخيرة في تمويل الصحة العالمية قد تزيد من تقويض هذا الهدف.