دكتور محمد صبيح المطيري يكتب : المعوقات والتحديات التي تواجه صناعة المكملات الغذائية

تُعد صناعة المكملات الغذائية من الصناعات الحديثة نسبيًا التي شهدت نموًا ملحوظًا على المستوى العالمي خلال العقدين الأخيرين منذ بداية تأسيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء عام ٢٠١٨ ، مدفوعة بزيادة الوعي الصحي ورغبة الأفراد في تحسين جودة حياتهم. وتكتسب هذه الصناعة أهمية خاصة نظرًا لدورها في تعزيز الصحة العامة و تساعد في الوقاية من الأمراض. إلا أن تطورها يواجه مجموعة من التحديات والمعوقات التي قد تحد من قدرتها على المنافسة وتحقيق الاستدامة.
أولاً: التحديات التنظيمية والتشريعية
تخضع صناعة المكملات الغذائية لإطار قانوني صارم يختلف من دولة إلى أخرى، وهو ما يمثل عقبة رئيسية أمام الشركات المحلية والعابرة للحدود.
تعدد اللوائح: تتباين متطلبات التسجيل والتصاريح بين الأسواق المختلفة في دول العالم ، مما يعقد عملية التصدير والتوسع.
إجراءات التسجيل: تستلزم معظم الجهات الرقابية تقديم دراسات تحليلية وشهادات معملية لإثبات مأمونية المنتج وجودته، الأمر الذي يتطلب وقتًا وتكلفة بعض الأحيان .
الرقابة الصارمة: تطبيق معايير الممارسات التصنيعية الجيدة (GMP) ومعايير الأيزو .
ثانياً: تحديات سلاسل الإمداد والمواد الخام
تعتمد صناعة المكملات الغذائية على مواد خام طبيعية مثل الأعشاب، المستخلصات النباتية و الفيتامينات والمعادن والتي غالبًا ما يتم استيرادها ويمثل هذا البند عائق كبير جدا في توفير و تسعير المنتج التام و نأمل ان يقام مصانع عملاقة لتصنيع المواد الخام و مستخلصات و لكي يتم هذا لابد من عمل بروتوكولات تعاون بين الحكومة و رجال الأعمال و بعض الاتفاقيات مع الدول مثل الصين و الهند.
تؤدي تقلبات أسعار الصرف وأزمات النقل وسلاسل التوريد العالمية إلى صعوبات في توفير المواد الخام بانتظام وبجودة مناسبة.
ثالثاً: التحديات الاقتصادية والإنتاجية
ارتفاع تكاليف الإنتاج: يشمل ذلك تكلفة المعدات الحديثة، الفحوصات المخبرية، والتعبئة وفقًا للمعايير العالمية.
التسويق والتوزيع: تحتاج هذه الصناعة إلى استثمارات ضخمة في الحملات التوعوية والتسويقية لبناء الثقة مع المستهلكين.
المنافسة السعرية: تعاني الشركات الملتزمة بالمعايير من صعوبة المنافسة مع المنتجات منخفضة الجودة أو غير المرخصة التي تغزو الاسواق .
رابعاً: التحديات البحثية والعلمية
لا تزال العديد من الدول النامية تُعاني من ضعف الاستثمار في البحث والتطوير المرتبط بالمكملات الغذائية.
خامساً المنافسة العالمية: وجود علامات تجارية عالمية كبرى يضع ضغوطًا على الشركات المحلية الناشئة ويحد من فرصها في التوسع.
الخاتمة
يمكن القول إن صناعة المكملات الغذائية، رغم ما تحمله من فرص استثمارية وصحية واعدة، تواجه معوقات متعددة على المستويات التنظيمية، الاقتصادية، البحثية، والاجتماعية. ولضمان استدامة هذا القطاع الحيوي، يتطلب الأمر تضافر الجهود بين الحكومات والقطاع الخاص، من خلال:
تطوير الأطر التشريعية بما يحقق التوازن بين الرقابة وتشجيع الابتكار.
دعم الأبحاث العلمية لإنتاج مكملات ذات فعالية مثبتة.
تعزيز الرقابة على المنتجات غير المرخصة للحد من المنافسة غير العادلة.
رفع وعي المستهلكين بالطرق الصحيحة لاستخدام المكملات الغذائية.
بهذه الإجراءات يمكن للصناعة أن تتغلب على تحدياتها، وأن تسهم بفاعلية في دعم الصحة العامة والنمو الاقتصادي.
الدكتور محمد صبيح المطيري، رئيس شركة دوا إيجيبت إنترناشونال للمكملات الغذائية