مقالات

د تامر محمد السعدى يكتب : مندوب الدعاية الطبية بين تحديات الحاضر و الاستعداد للمستقبل

 

 

 

البداية …………..

– عندما تقابلت مع مجموعة من مندوبي الدعاية الطبية، فوجدت منهم من هو شاحب اللون يشتكي من الكثيرمن الضغوطات في العمل و الاخر يشتكى من ضغوط الحياة وأخر يشتكي من عدم وضوح الأمل والمستقبل  أو الهدف والآخر يشتكي من بعض الممارسات السيئة، سوء من الزملاء أو من الشركات. وهناك أيضا من يتمنى السفر إلى الخارج، ولكنه لا يدرك كيف السبيل أو أنه يحاول ولكنة يجد الكثير من الصعاب

وأيضا، وجدت منهم من عندما تناقشت معه عن أهمية تلك الوظيفة أو تلك المهنة، فوجدت الكثير منهم لا يعلم او لا يدرك او غير مقتنع بأهمية تلك المهنة ولا يدرك أهميتها

وعلى الجانب الاخر الكثير من الشركات او ممثلي الرعاية الصحية يشتكون من قلة وندرة ممثلي الدعاية الطبية المدربين و الملتزمين  وجدت الكثير من التحديات التي تواجه تلك المهنة و مندوبي الدعاية الطبية فوجدت انه من و من واجبي ممن ينتسبون إلى تلك المهنة التي أعتز بها أنا أحاول أساهم ولو بالقليل في عرض تلك التحديات، و تلك المشكلة و مقترحات لبعض الحلول لتسليط الضوء على تلك المهنة المهمة و دعمها بقوة و ان نتعاون كلنا جميعا في إيجاد بعض الحلول لتلك المهنة والحفاظ عليها من تلك التحديات، وإيجاد حلول عملية يدعم تلك المهنة و يحافظ عليها و ينميها …….

 

اعتقد في البداية لابد من تعريف مهنه الدعاية الطبية و أهميتها :

من هو مندوب الدعاية الطبية و ما أهمية تلك المهنة ؟ وماذا يحدث لوتخيلنا سيناريو أنه لا توجد تلك المهنة؟

 في البداية، مندوب الدعاية الطبية هو حلقة الوصل بين شركات الأدوية و ممثلي الرعاية الصحية من الأطباء والصيادلة والتمريض وغيرهم، ويلعب دور مهم جدا في سوق الدواء المصرى و  العالمي، ويعتبر من ضمن الركائز الأساسية للنجاح منظومة الدواء و صناعة الدواء والتطور المستمر لصناعة الدواء، ليس هذا فقط بل أيضا يلعب دور مهم في استمرار فاعلية المنتجات والمساهمة في الحفاظ وفي أمان الأدوية .

و غيره من الوظائف الهامة سوف نحاول استعراض بعضها في تلك المقالة المختصرة .

– فمندوب الدعاية الطبية هو من يقوم بنقل كل جديد في عالم الدواء والمكملات الغذائية و التجميل إلى ممثلي الرعاية الصحية من الأطباء والصيدلة والتمريض  وبدونه يفقدوا مصدرا هاما من مصادرالمعلومات عن كل ما هو جديد في عالم الدواء والمكملات والتجميل.

– أيضا مندوب الدعاية الطبية يعتبر مصدر هام لنقل معلومات الأمان من ممثلي الرعاية الصحية إلى شركات الأدوية التي بدورها تتخذ الإجراءات الخاصة بأمان المنتجات والتي تؤدي باستمرار تطور المنتجات أو اتخاذ ما يلزم من إضافة بعض الأعراض الجانبية أو حتى التحذيرات أو حتى تصل إلى إلغاء بعض المنتجات لو تعرض أمان و حياة المريض للخطر

– أيضا مندوب الدعاية الطبية هو أيضا هو من يضمن وجود تنافس مستمر بين شركات الأدوية مما يؤدي إلى التطور المستمر في عالم الأدوية والتطور المستمر في الإنتاج العديد والعديد من الادوية و المكملات والاستمرار في الاستثمار في الأبحاث المستمرة لتطوير المستمر في الأدوية، مما يؤدى في النهاية لصالح المريض وصالح المهنة، وصالح الاستثمار في الدواء و عالم الدواء

– مندوب الدعاية الطبية يلعب دور هام في تعظيم ربحية الشركات وسوق الدواء ويسهم بشكل فعال في الاقتصاد القومي والاقتصاد العالمي.

– أيضا في الماضي كانت نسبة غير قليلة من العاملين بالخارج يعملون في مهنة الدعاية الطبية في دول الخليج و يساهموا في الاقتصاد المصري بملايين الدولات من تحويلات خارجية و نشر السمعة الجيدة للعاملين بالخارج ………

ولكن تواجه تلك المهنة تحديات خطيرة، نحاول تسليط الضوء على بعضها، وبعض المقترحات لحلها.

– تواجه مهنة الدعاية الطبية تحديات كبيرة على سبيل المثال، و ليس حصر:

1- زيادة تكلفة المعيشة، مقارنة بالرواتب و ضغوط الحياة اليومية، وشعور ممثلي الدعاية الطبية بعدم الاستقرار وعدم وضوح الرؤية و المستقبل فحياة المندوب الدعاية الطبية العملية تعتبر قصيرة نسبيا، حيث يحتاج لكثير من المجهود البدني والعقلي ويعمل تحت الكثير من الضغوط بداية من حرصه على تحقيق الكثير من الأرقام، وتحركه من مكان إلى آخر، واعتماد مهنة الدعاية الطبية و ارتباطها في أوقات كثيرة بسن معين، يمكنه من القيام بما يلزم من مجهود بدني، و التنقل من مكان لآخر، مما تمثل عبء جديد على مندوب الدعاية الطبية.

2-  قلة التدريب، حيث نتيجة لارتفاع التكلفة و قلة الربحية أدى لقيام معظم الشركات العالمية و المحلية لتقليل مخصصات التدريب مما اثر بشكل كبير على التدريب، وعلى المستوى التدريب المستمر لتلك المهنة.

3- تنافسية المجال خارج مصر، وارتفاع متطلبات التوظيف لمندوب الدعاية الطبية، على سبيل المثال، متطلبات اللغة الإنجليزية ففي بعض الدول، مثل الإمارات، حيث يتم التحدث كاملا باللغة الإنجليزية بشكل كامل مع الجنسيات الغير عربية المقيمة في الإمارات مما يمثل صعوبة كبيرة على مندوب الدعاية الطبية إذ لم يكن يستطيع التحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة فلن يستطيع المنافسة وأيضا في بعض الدول مثل السعودية تم تجنيس المهنة بنسب عالية تصل إلى مئة في المئة في السعودية لمهنة الصيادلة أو مندوب الدعاية الطبية للأدوية و الاستعانة بالجنسيات أخرى عربية أو أوروبية ومن أوكرانيا وغيرها تتنافس على تلك المهنة الدعاية الطبية في الخليج، مما أدى إلى زيادة الصعوبات والتحديات أمام مندوبي الدعاية الطبيه في مصر.

4- بعض الممارسات السيئة من بعض الشركات التي قد تزيد من الضغوط على ممارسي مهنة الدعاية الطبية، وأيضا بعض الممارسات السيئة من قلة من مندوبى الدعاية الطبية التي قد تسيء إلى المهنة وقيم تلك المهنة وبعض التعاملات السيئة و الاساءات  من قلة من ممثلي الرعاية الصحية والتي تسيء و تتسبب في الكثير من الضغوط و عزوف الكثير من الكوادر للعمل في مهنة مندوبي الدعاية الطبية، وتسجل الكثير من الضغوط على ممثلي الدعاية الطبية.

 5- قلة الوعى عند البعض من ممثلي الرعاية الصحية من اطباء وصيادلة وتمريض و غيرهم على اهميه مهنه الدعاية الطبية ، مما يؤدي الى التعامل مع تلك المهنة بتقليل اهميتها وما يسبب ضغوط مستمرة على منتسبى تلك المهنة.

6- عدم وجود تنظيم واضح لتلك المهنة وعدم وجود مما يسمى بالقواعد تنظيميه لتلك المهنة ورقابه واضحة لتلك المهنة تحميها و تدعمها و تنظمها  مما أيضا يزيد من التحديات لتلك المهنة.

7- من بعض التحديات المهمة ان بعض مندوبي الدعاية الطبية يحققون نجاحات كبيره في البيع قد يدفعهم ذلك ويدفعهم طموحهم الى الاقدام على بداية (البزنس الخاص بهم ) او بداية العمل الخاص بهم وأخذ بعض الوكالات أو إنشاء بعض الشركات الصغيرة ولكن يظهر التحدي هنا انه ليس عندهم الخبرات الكافية في ادارة الشركات واداره الاموال و إدارة الجوانب التنظيمية و القانونية ، وغيرها من الخبرات  والخطوات التي قد يحتاجونها لإدارة تلك المشاريع، مما يعارضهم الى الخسارة و إلى بعض المسائلة القانونية والخسائر الكبيرة المادية، مما قد يسبب لهم الإحباط.

 فلا بد من وجود حلول عمليا لمساعدتهم  في ذلك و الاستفادة من خبراتهم في دعم صناعة الدواء و تلبية طموحهم …….

 

تم استعراض بعض التحديات التي يواجها مندوبى  الدعاية طبية، فنحاول التركيز الآن على بعض المقترحات للحلول ………………….

بعض المقترحات للحل و التغلب على التحديات التي يواجها مندوبي الدعاية الطبية

تم استعراض بعض التحديات التي يواجها مندوبي الدعاية الطبية، فنحاول التركيز الآن على بعض المقترحات للحلول.

 باعتقادي أن بداية الحلول هو تنظيم مهنة الدعاية الطبية و انشاء كيان يعتني وينظم مهنة الدعاية الطبية قد يكون في شكل نقابة لممثلي أو منتسبي الدعاية الطبية ممكن أن تكون نقابة أو جمعية تمثل مندوبى و منتسبي  الدعاية الطبية ويعتني هذا الكيان بالعديد من المهام على سبيل المثال ليس الحصر :

  • تنظيم مهنة الدعاية الطبية.
  • انشاء صندوق تأميني و معاش وصندوق طوارئ لممثلي الدعاية الطبية يعطي بعض الطمأنينة والتكافل والتعاون بين ممثلي الدعاية الطبية، وقد يكون باشتراكات شهرية وبدعم من الشركات و  يشرف عليها مجموعة ممن يتم انتخابهم ويشرف عليها الجهاز المركزي وغيرها من الجهات الرقابية لضمان الشفافية حتى يستطيع ان يقوم بدوره بشكل فعال.
  • حمايه مهنته، يقوم ايضا هذا الكيان بحمايه مهنه الدعايه الطبيه من اي شيء يسيء اليها على سبيل المثال حمايه منتسبى الدعايه الطبيه من اي شيء يتعرض له من الشركات و يتحرى و يدقق فيما يأتي الية من موضوعات و شكاوى والحماية ايضا ممن يسيء الى تلك المهنة من ممثلي الرعاية الصحية أو من بعض ممثلي الدعاية الطبية انفسهم الذين يسيئون للمهنة على سبيل المثال من بعض قلة قليله من المنتسبى الدعايه الطبية مما يقومون ببيع بضاعتهم في مناطق اخرى تخص زملاء لهم في منطقة أخرى لسرقة مجهودهم وبيعهم و التنسيق المستمر مع المخازن لرصد و توزيع البيع بشكل عادل و إعطاء كل ذي حق حقة و اتخاذ التدابير اللازمة ضد من يخالف ذلك وحماية المهنة من أي منتسبي الدعاية يسيء إلى المهنة من أي ممارسات خاطئة أو غير قانونية واتخاذ كل ما يلزم لمنع أي تأثير سلبي أو إساءة إلى زملائهم.
  • تعيين جهاز استشاري من خبرات مختلفة، قانونية ومحاسبين، وتنظيميين وغيرهم للمساعدة منتسبى الدعاية الطبية مما يثبتوا كفاءات و يرغبوا في بداية العمل الخاص بهم و يكون في البداية الاجر مخفض و على أقساط للمساعدتهم في بداياتهم و في إنشاء شركات خاصة لهم، حيث يقوم هؤلاء المستشارين تحت رعاية النقابة أو ذلك الكيان في مساعدتهم على تنظيم شركاتهم بشكل إداري ومحاسبي وقانوني، حيث يساعدهم ذلك على النجاح، وعلى تجنب الكثير من المخاطر الاقتصادية والقانونية.
  • و قد يساعد ذلك في تجميع منتسبي الدعاية الطبية بعضهم البعض لإنشاء كيانات أكبر تستطيع المنافسة.
  • تجميع أفكار الموهوبين من ممثلي الدعاية الطبية ومساعدتهم لتنفيذ تلك الأفكار بشكل عملي، يستفيدوا منها و يساعد على تطوير المهنة
  • تنظيم دورات تدريبية بشكل مستمر بأسعار مخفضة أو أسعار اقتصادية يستطيع تحملها ممثلي الدعاية الطبية والاتفاق مع مؤسسات تعليمية داخل وخارج مصر لتدريبهم وتسهيل الحصول على درجات مثل  ماجستير إدارة الأعمال وغيرها؟  و دورات اللغات المختلفة مثل  اللغة الانجليزية وغيرها و الكومبيوتر . للارتقاء بمستوى التدريب و المهنة .
  • الحفاظ على سمات المهنة، وإنشاء كتيب أخلاقيات المهنة يلتزم بها ممثلى الدعاية الطبية، والشركات، واتخاذ ما يلزم من ايجراءات ضد من يحيد عن تلك الأخلاقيات.
  • نشر الوعى عن أهمية تلك المهنة و دعمها بشكل مستمر.

و المجال مفتوح، لدعم تلك المهنة وتسليط الضوء على أهمية تلك المهنة، فمندوبى الدعاية الطبية يمثلون الحجر الأساسي في بناء وفي استمرار نمو سوق الدواء المحلي والعالمي، ولا بد من الحفاظ عليهم لاستمرار نجاح تلك المنظومة …………… وللحديث بقية.

د تامر محمد السعدى (المدير التنفيذي لمجموعة فيتامى – فيتامى هيلثكير و فيتامى لاين للتجارة العامة – الامارات – فيتا ميدل ايست فارما – مصر – فيتامى افريكا فارما السودان )

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى