صحة مصر

لماذا تُعد “الساعة الذهبية” حاسمة بعد النوبة القلبية؟

شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات النوبات القلبية بين الشباب، بما في ذلك من هم في العشرينات من عمرهم. ويعزو الخبراء ذلك إلى عوامل عدة، مثل: التوتر المزمن، وساعات العمل الطويلة، والعادات الغذائية السيئة، وقلة النشاط البدني، ونمط الحياة غير الصحي.

 

وسط هذه التحديات، يبقى الوقت هو العامل الأهم في إنقاذ حياة المصاب. فـ”الساعة الذهبية” التي تمثل أول 60 دقيقة بعد ظهور أعراض النوبة القلبية، تعد الفترة الأكثر حسمًا بين الحياة والموت.

 

ما هي “الساعة الذهبية”؟

 

تشير “الساعة الذهبية” إلى الدقيقة الأولى التي تلي بدء النوبة القلبية، حيث يلعب التدخل الطبي السريع دورًا حاسمًا في زيادة فرص النجاة، وتقليل الأضرار الدائمة التي تصيب عضلة القلب.

 

وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من نصف المرضى الذين يعانون نوبة قلبية حادة يفقدون حياتهم قبل وصولهم إلى المستشفى، ويرتبط كل تأخير في تلقي العلاج بتفاقم الضرر القلبي.

 

ويراقب الأطباء خلال الساعتين الأوليين من النوبة القلبية إيقاع القلب للكشف عن اضطرابات خطيرة قد تهدد الحياة، مثل تسارع نبضات القلب أو توقفها، والتي تستدعي تدخلًا عاجلًا بأجهزة إزالة الرجفان أو منظمات ضربات القلب.

 

ويعد دخول وحدة العناية المركزة القلبية خطوة حيوية لتقديم الرعاية المناسبة. وفي حالة عدم توافر مختبرات القسطرة فورًا، تُعطى أدوية مذابة للجلطات بهدف فتح الشريان المسدود، مع استكمال العلاج، لاحقًا، برأب الأوعية التاجية.

 

ما المقصود برأب الأوعية التاجية؟

رأب الأوعية التاجية هو الإجراء الطبي الأكثر فاعلية لاستعادة تدفق الدم إلى القلب بعد النوبة. ويشمل تحديد مكان الانسداد عبر تصوير الأوعية، وتمرير سلك دقيق عبر الانسداد، وتوسيع الشريان باستخدام بالون طبي، ثم تركيب دعامة معدنية للحفاظ على الشريان مفتوحًا.

 

وفي حال تعذر إجراء القسطرة فورًا، يُستخدم العلاج الدوائي مؤقتًا، على أن يُجرى رأب الأوعية خلال 6 إلى 24 ساعة. ويشير الأطباء إلى أن التأخير لأكثر من 48 ساعة يقلل بشكل كبير من فاعلية العلاج

 

قد تشابه أعراض النوبة القلبية أحيانًا اضطرابات هضمية، لكن هناك علامات تحذيرية لا يجب تجاهلها، منها: ألم شديد أو ضغط في الصدر، وألم يمتد إلى الذراع اليسرى أو الفك أو الرقبة، بالإضافة إلى ضيق التنفس، تعرق مفرط، دوخة، أو شعور بالخطر الوشيك.

 

وإذا استمر الألم رغم الراحة أو تناول أدوية الحموضة، يجب التوجه فورًا إلى أقرب مستشفى مجهز بوحدة رعاية قلبية، إذ إن التأخير حتى نصف ساعة بعد “الساعة الذهبية” قد يقلل من وظائف القلب بنسبة 1% لكل 30

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى