صحة مصر

لماذا يُطلق على الفشل الكلوي لقب “القاتل الصامت”؟

يحمل الفشل الكلوي لقب “القاتل الصامت” ليس من باب المبالغة، بل لأنه يتطور بهدوء ودون أعراض واضحة؛ ما يجعله أكثر خطورة من أمراض أخرى أكثر وضوحًا في علاماتها، مثل: مشاكل القلب والرئتين.

ففي كثير من الحالات، لا يكتشف المريض إصابته إلا بعد تدهور شديد في وظائف الكلى، حيث يمكن أن تفقد الكليتان ما يصل إلى 90% من قدرتهما دون أن يشعر الشخص بأعراض مباشرة، وذلك بسبب قدرة الجسم على التكيّف وتعويض الخلل في المراحل المبكرة.

ومن المظاهر المبكرة للفشل الكلوي التي يغفل عنها كثيرون: الطعم المعدني في الفم، الحكة، تورم القدمين، والتعب العام، وهي أعراض غالبًا ما تُنسب لأسباب عابرة؛ ما يؤدي إلى إهمالها وتأخر التشخيص.

كما أن العلامة المبكرة الأهم تسرب البروتين في البول، وهو تحليل لا يُجرى بشكل دوري لمعظم الأفراد الأصحاء.

وفي كثير من الحالات، يبدأ التلف الكلوي نتيجة أمراض مزمنة أخرى، مثل: ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو حتى الاستخدام المفرط لمسكنات الألم، مثل: الإيبوبروفين. إلا أن المرضى لا يُبلغون دائمًا بخطورة هذه العوامل على الكلى؛ ما يزيد خطر الإصابة دون وعي.

وتشير التقارير إلى أن معظم الفحوصات الطبية الدورية تركز على مؤشرات: مثل: الكوليسترول، والسكر، وضغط الدم، لكنها لا تشمل دائمًا اختبارات وظائف الكلى، مثل: فحص الكرياتينين أو معدل الترشيح الكبيبي (GFR)؛ ما يترك العديد من الحالات دون تشخيص مبكر.

عند بلوغ المرض مرحلة الأعراض الظاهرة، تكون الحالة دخلت في مرحلة متقدمة، وقد يصاحبها اضطرابات في القلب أو نوبات أو ارتباك ذهني، وتتطلب غالبًا الغسيل الكلوي أو زراعة كلى.

كما يمكن أن يحدث الفشل المفاجئ في الكلى (المعروف بإصابة الكلى الحادة) نتيجة عدوى، وأدوية، أو جفاف؛ ما يستدعي تدخلًا عاجلًا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى