من البرديات .. وصفات طبية استخدمها المصريون القدماء لعلاج عدد من الأمراض وطرق تحضيرها

صفاء فتحي
تعود الحضارة المصرية إلى أكثر من 4000 سنة قبل الميلاد وكان الطب عندهم خليطاً من السحر والشعوذة وقد ميز المصريون القدماء مهنة الطب عن بقية المهن الاخرى فلم يسمح بمزاولتها إلا للكهان الذين كانو يدرسون الطب في معاهد خاصة ملحقة بالمعابد تسمى (بيوت الحياة) ومازالت مظاهر حياة المصريين القدماء منقوشة على جدران المعابد والقبور وفي أوراق البردي وأشهر البرديات الطبية الباقية منذ عصر الفراعنة تعتمد متونها على العلم إلى أقصى حد .فهي تضم الوصفات الطبية وطرق تحضيرها ولذلك فهي تعد من أقدم دساتير الأدوية في تاريخ العلم والعالم وقد سميت هذه البرديات بأسماء مكتشفيها أو الأماكن التي إكتشفت فيها أو تحفظ بها حالياً :
بردية ايبرس
اكتشفت في الأقصر ويعود تاريخها إلى عام 1552 ق.م ومن العقاقير النباتية التي ذكرتها البردية: زيت الخروع كعلاج للامساك وكدهان للشعر والثوم والبصل وكزبرة البئر والكرفس والشبت والكمون والينسون والشمر والقرفة وجذور العرقسوس وبصل العنصل والرمان للديدان وضد الإسهال والزعفران والجميز والتين وغيرها من النباتات وهذه البردية محفوظة الان في متحف ليبزج بالمانيا.
بردية هيرست
اكتشفت في دير البلاص وتعود الى عام 1550 ق.م وتضم وصفات نباتية لنمو الشعر من بذر الخلة وحب العزيز إلى جانب وصفات اخرى من ماء الشعير والعسل والدهون النباتية والزيوت وهذه البردية محفوطة في جامعة كاليفورنيا .
بردية سميث
اكتشفت في الاقصر ويعود تاريخها الى عام 1700.ق.م وهي مكتوبة بالحبر الأحمر والأسود وتحوي وصفات وتعاويذ لتحويل الكهل إلى شاب كما تقدم وصفاً من الحالات الجراحية والأورام والقروح وكيفية علاجها والبردية محفوظة بالجمعية التاريخية بنيويورك .
بردية كاهون
وتعود إلى الأسرة الثامنة عشر (عام 1900 ق م ) وقد اكتشفت بمنطقة اللاهون الأثرية بالفيوم ومنها اشتق اسمها وتحوي البردية 35 وصفة طبية لامراض النساء والولادة , وهي محفوظة في متحف المتروبوليتان بنيويورك .
بردية برلين :
وتعود إلى عهد رمسيس الثاني (الأسرة التاسعة عشر) وتحتوي على 170 وصفة طبية لعلاج كثير من الأمراض التي كانت متفشية في ذلك العهد والبردية محفوظة الآن بمتحف برلين بألمانيا .
بردية لندن:
وتحتوي على وصفات لعلاج العيون والحروق وأمراض النساء وهي محفوظة الآن بمتحف لندن وأشهر هذه النباتات البلح والدوم والتين والجميز والرمان والعنب والزيتون والخس والكراث والثوم والبصل والخبيزة والشعير والنعناع الاخضر والترمس والحلبة والقرنفل وحب العزيز والعرقسوس والصبار والحرجل والبابونغ.
ولقد تمكن العلماء من معرفة النباتات الطبية من النقوش التي عثر عليها على جدران المعابد حيث رسمت بجوار اسمائها او عثر عليها إلى جانب الموميات . وأشهر هذه النباتات :السنط والصفصاف. والبلح والدوم والتين والجميز والرمان والعنب والزيتون . والخس والكراث والثوم والبصل والخبيزة . والشعير والكتان واللوتس الاحمر والازرق والنعناع الاخضر , والترمس والحلبة والحناء وحبة البركة والقرنفل وحب العزيز والعرقسوس والصبار والحرجل والبابونغ وحصا لبان وغيرها .
واهتم قدماء المصريين , بصفة خاصة , بشجرة نبات الخروع لإعتقادهم بفائدتها في شفاء الصداع , فكانو يسحقون فروع الشجرة ويمزجون المسحوق بالماء ويضعون كل ذلك على الرأس. أما المصابون بالإمساك فكانو يمضغون بضع بذور من ثمرة الخروع من أجل طرد الفضلات كما استعملو شجرة الخروع لتنمية شعر النساء وكانو يحصلون على زيت الخروع من عصر البذور .
هكذا عرف المصريون القدماء طرق طبيةمتطورة، جمعت بين العلاجات الروحية والعلاجات العشبية والجراحة وسمحت لنا سجلاتهم المكتوبة بمعرفة أفكارهم على الرغم من عدم دقة ما توصلوا إليه، لكن بعض من نظرياتهم وممارساتهم لم تكن مختلفة كثيرًا عما نعرفه اليوم.
وفي دراسة بحثية نشرت على موقع “أصول قديمة” قامت الباحثة “أليسيا ماكديرموت” وهي حاصلة على درجات علمية في الأنثروبولوجيا ودراسات التنمية الدولية وعلم النفس، وهي كندية تقيم في الإكوادور، قامت بدراسة تاريخية لطب الأعشاب من الطب القديم إلى الطب الحديث.
وتحدثت الباحثة عن أهم 10 أصناف طبيعية يجب توافرها في كل منزل وهي تعتبر من الطب البديل:
1. الينسون لعلاج آلام البطن
إلى جانب نكهته اللذيذة، لليانسون دور مهم في علاج آلام البطن، إذ يساعد على التخلص من الغازات والمغص عند الأطفال.
2. القرنفل لآلام الأسنان
يساعد القرنفل في القضاء على الجراثيم، لذا ينصح اختصاصيو التداوي بالأعشاب بمضغ القرنفل لعلاج آلام الأسنان.
3. “إكليل الجبل” لمشاكل الدورة الدموية
تعد نبتة “إكليل الجبل” مضادة للالتهابات، ما يعني أنه من الممكن استخدامها في علاج الكثير من الأمراض. ولأولئك الذين يعانون من مشاكل في الدورة الدموية ينصحهم أخصائيو التداوي بالأعشاب بالاستحمام بأوراق “إكليل الجبل”.
4. الزعتر لعلاج السعال ورائحة الفم الكريهة
للزعتر فوائد كثيرة، إذ يستخدم لعلاج السعال والتهاب الشعب الهوائية، إلى جانب دوره في علاج الصداع.
5. العرعر مدر للبول
لنبتة العرعر تأثير مدر للبول وتعزز تدفق الدم إلى الكلى. ولاستخدام العرعر في الوجبات الدسمة تأثير فعال يساعد على هضم الأطعمة بشكل أفضل.
6. المريمية لعلاج التهاب الحلق
ينصح خبراء التداوي بالأعشاب بالمضمضة باستخدام المريمية لعلاج التهاب الحلق والسعال ومشاكل اللثة.
7. الجنطيانا أو الكوشاد لمشاكل الهضم
تعتبر نبتتة الجنطيانا عقار منشط يساعد على الهضم كما يعمل على حثّ المعدة والأمعاء على إفراز العصارات اللازمة لهضم الطعام.
8. الفلفل الحار مسكن للآلام
الفلفل الحار مفيد للدورة الدموية ويفتح الشهية ويساعد على تسكين الآلام أيضا.
9. الثوم مفعول سحري رغم رائحته
للثوم فوائد سحرية، إذ يستخدم لعلاج ضغط الدم وتصلب الشرايين، إلى جانب دوره في علاج مشكلة تساقط الشعر، وإن كانت سمعة الثوم غير طيبة بسبب رائحته، إلا أن فوائدة كثيرة
10. القريص: فوائده تفوق سمعته
يجتنب الكثيرون نبات القريص لأنه يلسع، إلا أنه مفيد للتخلص من الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل والروماتيزم، إلى جانب دوره في علاج تضخم البروستات والتهاب المثانة.
وختمت الباحثة هذه الدراسة، بقولها: “تنوع استخدام هذه الأعشاب والتوابل التي أثبتت عبر مرور الزمن مدى أهمية وجودها في كل يوم وتعدد استخدامها. وأهم ما يجب توافره في كل منزل للحماية اليومية للصحة، وفقا للدراسة هو “ثوم، توابل، نعناع، البابونج، فلفل حر، زنجبيل، جوزة الطيب، بقدونس، قرفة، الكركم”.