هل تجد صعوبة بتخيّل نفسك سعيداً في المستقبل؟.. إليك السبب

يشعر بعض الأشخاص بالارتباك عندما يُسألون عن خططهم المستقبلية أو الزواج أو الإنجاب، حيث يعجزون عن تخيّل أنفسهم في المستقبل.
ويقودهم هذا الإحساس إلى شعور غريب، وكأن حياتهم قصيرة الأمد، وهو ما يفسره المصطلح النفسي: “إحساس المستقبل القصير” (Sense of Foreshortened Future).
ويشرح المعالج النفسي أليك ويليامز، عضو BACP، والمختصّ في علاج الصدمات في لندن، أنّ هذا الإحساس لا يعني فقط توقع الموت المبكر، بل هو اضطراب أعمق يهزّ نظرة الشخص للعالم، ويجعله يفقد ثقته في البيئة من حوله.
ويضيف: “غالباً ما ينشأ هذا الإحساس بعد التعرّض لصدمة نفسية شديدة تُربك إدراك الفرد للزمن، فيفقد التواصل بين ماضيه وحاضره ومستقبله”.
الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يجدون صعوبة في وضع خطط طويلة الأمد أو الالتزام بعلاقات، لأنّ المستقبل بالنسبة إليهم يبدو بلا معنى أو غير آمن. ويقول ويليامز: “بالنسبة لهؤلاء، المستقبل ما زال موجوداً فكرياً، لكنه لم يعُد متاحاً عاطفياً أو ذا مغزى، وكأن العالم الذي عرفوه قد اختفى.”
ويؤكد الاختصاصي أنّ العلاج النفسيّ يمكن أن يساعد المصابين على استعادة ثقتهم بالحياة من خلال “إعادة بناء العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل، ووضع الصدمة في إطارها الزمنيّ الصحيح”، مما يتيح لهم استعادة الإحساس بالأمل والانتماء للحياة مجدّداً.
وبحسب “VeryWell Health”، يمكن تخفيف الأعراض عبر ممارسة الوعي الذاتي، والانخراط في أنشطة إيجابية، والتواصل مع الآخرين، وتقليل العزلة، والعناية بالنفس، واختيار أفعال تنسجم مع القيم الشخصية.
لذا ينصح الخبراء أنك إذا كنت تشعر بأنّ مستقبلك يبدو مغلقاً أو بلا معنى، فتذكّر أنّ المساعدة متاحة، وأنّ العلاج يمكن أن يعيد إليك الإحساس بالزمن والحياة.



