الطب الشعبي

“الغرغرة بالزيت”.. بين التراث الهندي والجدل العلمي حول فعاليتها لصحة الفم

عادت ممارسة الغرغرة بالزيت (Oil Pulling)، وهي تقنية هندية قديمة من الطب الأيروفيدي، إلى الواجهة مجددًا بعد انتشار واسع لمقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تروج لها كوسيلة طبيعية لتحسين صحة الفم وتنقيته من السموم.

وتعتمد هذه الطريقة على المضمضة بملعقة من زيت الطعام مثل جوز الهند أو السمسم أو دوار الشمس لمدة تصل إلى 20 دقيقة قبل بصقها، بزعم أنها “تسحب” البكتيريا والسموم من الفم بطريقة مشابهة لغسول الفم الحديث.

لكن خبراء الأسنان يحذرون من المبالغة في الاعتماد عليها. إذ أوضح الدكتور جيمس هيتون، طبيب الأسنان التجميلي، أن الأدلة العلمية حول فعاليتها ما تزال محدودة، وأن أفضل سبل العناية بالفم تبقى في التنظيف المنتظم بالفرشاة والخيط واستخدام غسول الفم المضاد للبكتيريا وزيارة الطبيب دوريًا، وفق ما نقل موقع USA Today.

وأشار هيتون والجمعية الأمريكية لطب الأسنان (ADA) إلى أن الغرغرة بالزيت قد تُسهم في تقليل طبقة البلاك ورائحة الفم الكريهة، لكنها لا تُغني عن التنظيف التقليدي، ولا توجد دراسات تؤكد قدرتها على منع التسوس أو تبييض الأسنان.

كما حذر الأطباء من أن الممارسة قد تسبب إجهادًا في الفك أو اضطرابات بالمعدة في حال ابتلاع الزيت، إضافة إلى احتمال حدوث حساسية نادرة من بعض أنواعه.

ويؤكد هيتون في ختام حديثه أن الغرغرة بالزيت يمكن اعتبارها إجراءً تكميليًا آمنًا، لكنها ليست بديلاً عن العناية الفموية المبنية على الأدلة العلمية، قائلاً: “فكروا فيها كخيار إضافي، لا كحل سحري لصحة الفم والأسنان.”

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى