الإجهاد المزمن يهدد صحة المرأة الإنجابية ويخلّ بتوازن الهرمونات

في ظل وتيرة الحياة السريعة وضغوطها اليومية، أصبح الإجهاد جزءًا لا يتجزأ من واقع المرأة المعاصرة، إلا أن تأثيره على صحتها البدنية والإنجابية غالبًا ما يُهمل، رغم خطورته.
تشير الدراسات إلى أن الإجهاد يؤثر مباشرة على الهرمونات، إذ يدفع الجسم إلى حالة “القتال أو الهروب”، مطلقًا هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين. ومع استمرار التوتر، ترتفع مستويات هذه الهرمونات بشكل مزمن، مما يخلّ بالتوازن الهرموني الطبيعي ويؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية، كعدم انتظامها أو انقطاعها، إضافة إلى تفاقم أعراض ما قبل الحيض.
ولا يقتصر تأثير الإجهاد على الدورة الشهرية فقط، بل يمتد إلى الخصوبة، إذ يعطل عملية الإباضة ويقلل إنتاج هرموني الإستروجين والبروجسترون، مما يصعّب حدوث الحمل ويضعف الرغبة الجنسية. كما يزيد من حدة أعراض أمراض مزمنة مثل بطانة الرحم المهاجرة وآلام الحوض، نتيجة زيادة الالتهاب والألم.
وتوضح الأبحاث أن متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) قد تزداد سوءًا بفعل الإجهاد، بسبب ارتفاع مقاومة الأنسولين وتفاقم الأعراض المصاحبة مثل اضطراب الدورة، وزيادة الوزن، وظهور حب الشباب.
وللحد من هذه التأثيرات، يوصي الخبراء بممارسة التأمل واليوغا وتمارين التنفس العميق، والحرص على النشاط البدني المنتظم، واتباع نظام غذائي صحي متوازن، إلى جانب النوم الكافي من 7 إلى 9 ساعات يوميًا.
إدارة التوتر لا تحسّن فقط الصحة الإنجابية، بل تعيد التوازن الهرموني وتدعم الرفاهية العامة للمرأة، مؤكدين أهمية الرعاية الذاتية وطلب الدعم عند الحاجة.