لماذا يتغير سلوك النساء قبل الدورة الشهرية؟

كشفت عالمة النفس سارة إي. هيل، مؤلفة كتاب “دماغ الدورة الشهرية”، أن ما يُعرف بـ متلازمة ما قبل الحيض (PMS) لا ينبغي النظر إليه كاضطراب مرضي، بل كاستجابة بيولوجية طبيعية لتغيرات هرمونية قوية تُهيئ جسم المرأة للحمل المحتمل.
وأوضحت هيل أن المرحلة الأصفرية من الدورة الشهرية، التي ترتفع فيها مستويات هرمون البروجسترون وينخفض خلالها الإستروجين، تؤدي إلى إفراز مادة مهدئة في الدماغ تُعرف بـ ألوبريجنانون (Allo)، تساعد على الاسترخاء وتبطئ النشاط العصبي، ما يجعل بعض النساء يشعرن بالتعب أو الانطوائية أو تقلب المزاج، كجزء من استعداد الجسم الفسيولوجي للحمل.
وأضافت أن هذه التغيرات قد تُظهر لدى بعض النساء مشاعر حزن أو قلق نتيجة زيادة حساسية الدماغ تجاه المخاطر والتوترات العاطفية، فيصبح إدراك المرأة للمشاعر السلبية أكثر حدة، وهو – بحسب الباحثة – آلية طبيعية لحماية الذات في فترة يكون فيها الجسم أكثر عرضة للتقلبات.
وبيّنت الدراسات أن الجسم يحرق خلال هذه المرحلة ما يصل إلى 11% طاقة إضافية مقارنة ببداية الدورة، ما يفسر زيادة الشهية والرغبة الشديدة في تناول الطعام، مؤكدة أن تجاهل هذه الإشارات عبر الحمية القاسية أو التمارين المفرطة قد يزيد من حدة الأعراض.
كما أشارت الأبحاث إلى أن بعض الحالات الصحية مثل الصداع النصفي والربو والقولون العصبي قد تتفاقم خلال هذه الفترة، فيما يؤثر البروجسترون على استجابة الجسم للأدوية، ما يجعل فعاليتها متفاوتة تبعًا لمراحل الدورة.
واختتمت هيل بأن الشعور بأن الـPMS “متلازمة” هو نتاج مقاومة النساء للطبيعة البيولوجية لأجسادهن، مؤكدة أن الحل يكمن في الاستماع للجسم عبر الراحة، وتناول الغذاء المتوازن، وممارسة الرياضة الخفيفة، والتعرض للشمس، لاستعادة التوازن الطبيعي.