إطلاق أول تحالف إقليمي للصحة النفسية ومكافحة الإدمان من القاهرة
شهدت القاهرة انطلاق التحالف الإقليمي الأول من نوعه المعني بالصحة النفسية والوقاية من تعاطي مواد الإدمان، بمشاركة المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط وعدد من الشركاء والجهات الفاعلة في المجال الصحي والمجتمعي.
ويهدف التحالف إلى توحيد الجهود وتعزيز التنسيق الإقليمي لمواجهة التحديات المتزايدة في مجالي الصحة النفسية وتعاطي المواد، من خلال منصة تفاعلية تجمع منظمات المجتمع المدني والخبراء وممثلين عن أصحاب التجارب الشخصية، لتقديم استجابات أكثر تكاملاً وفعالية.
ويأتي إطلاق هذا التحالف في ظل تزايد معدلات الاضطرابات النفسية وتعاطي المخدرات في الإقليم، إذ تشير الإحصاءات إلى أن شخصًا من كل ستة يعاني من اضطراب نفسي، فيما تبلغ نسبة المتأثرين بتعاطي المواد المخدرة نحو 6.7% من البالغين، وهي نسبة تفوق المتوسط العالمي. ومع ذلك، لا يتلقى العلاج إلا جزءٌ ضئيل من المحتاجين، حيث تصل فجوة العلاج في بعض الدول إلى 90%، مدفوعةً بوصمة اجتماعية تحول دون طلب المساعدة.
وأكدت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن التحالف يمثل خطوة محورية لتنفيذ التزامات المبادرة الإقليمية لتسريع إجراءات الصحة العامة بشأن تعاطي مواد الإدمان، والتي أُقرت خلال الدورة الـ71 للجنة الإقليمية للمنظمة في أكتوبر 2024. وأضافت أن التحول المنشود يتطلب الانتقال من الرؤى المجزأة إلى أنظمة متكاملة قائمة على الرعاية المجتمعية والمشاركة المجتمعية الحقيقية.
ويضم التحالف أكثر من 50 منظمة وخبيرًا، ويستضيفه حاليًا منصة تفاعلية بالشراكة مع شبكة العمل العالمية للصحة النفسية، بقيادة “الاتحاد من أجل الصحة النفسية العالمية”. ويشارك الأعضاء في أنشطة تشمل الدعوة، وبناء القدرات، وتقديم الخدمات العلاجية وإعادة التأهيل، والمساهمة في صياغة السياسات والتشريعات.
ويُعدّ إشراك أصحاب التجارب الشخصية من ذوي الاضطرابات النفسية أو المتعافين من الإدمان أحد الأعمدة الأساسية لعمل التحالف، ليس فقط كمستفيدين، بل كشركاء فاعلين وقادة تغيير. كما يسعى التحالف إلى دمج الصحة النفسية ومكافحة الإدمان ضمن حزم الخدمات الأساسية في الرعاية الصحية الأولية، بالإضافة إلى إدراجهما في خطط الطوارئ والاستجابة والتعافي.
ومن المقرر أن تضع المنظمة وشركاؤها قريبًا خطة عمل مفصلة لدعم برامج التحالف، في إطار الاستراتيجية الإقليمية للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في حالات الطوارئ (2024–2030).
