الطب الرياضي

هل يمكن ممارسة الرياضة بعد النوبة القلبية؟

يتردد كثيرون في استئناف ممارسة الرياضة بعد التعرض لنوبة قلبية، خوفًا من إجهاد القلب أو التعرض لمضاعفات صحية.

 

ورغم ذلك، تؤكد الدراسات والخبرات الطبية أن التمارين الرياضية من أهم الوسائل التي تعزز صحة القلب بعد النوبة، بشرط اتباع خطة مدروسة وتحت إشراف طبي متخصص.

 

يشرح كل من الدكتورة تامانا سينغ، طبيبة القلب الرياضية، والدكتور إريك فان إيترسون، في عيادة “كليفلاند” الطبية، أن العودة إلى النشاط البدني يجب أن تتم في وقت مبكر وبشكل تدريجي.

 

ففي الأيام الأولى التي تلي النوبة، يُنصح بتحريك الجسم وتنشيط عضلات الساقين من خلال المشي بوتيرة هادئة داخل المستشفى مع تجنب إرهاق القلب.

 

 

وبعد الخروج من المستشفى، يُفضل زيادة مدة المشي تدريجيًا وتحويلها إلى نشاط أطول مع تحسن الحالة الصحية، مع التركيز على بناء القدرة على التحمل بدلاً من رفع الأثقال أو زيادة القوة بسرعة. الهدف الأساسي من ممارسة الرياضة هو دعم عملية الشفاء وتحسين صحة القلب، وليس الوصول إلى أداء رياضي مكثف على الفور.

 

يُعد الالتحاق ببرنامج إعادة تأهيل القلب تحت إشراف فريق طبي متخصص من أفضل الخطوات التي يمكن اتخاذها بعد النوبة القلبية.

 

يوفر البرنامج تدريبات رياضية مخصصة، بالإضافة إلى توجيهات غذائية ونصائح صحية، مع ضمان سلامة المريض طوال فترة التعافي. غالبًا ما تتضمن هذه البرامج 36 جلسة تمتد على مدار ثلاثة أشهر، وتغطيها معظم شركات التأمين الصحي.

 

وينبغي للمريض الانتباه إلى علامات قد تدل على الإجهاد الزائد، ومنها:

 

ألم في الصدر مشابه لألم النوبة السابقة

ضيق غير معتاد في التنفس

إرهاق شديد بعد التمرين

دوار أو شعور بالدوخة

 

وعند ملاحظة أي من هذه الأعراض، يجب التوقف فورًا وأخذ قسط من الراحة، والتواصل مع الفريق الطبي.

 

الإصابة بنوبة قلبية لا تعني بالضرورة نهاية ممارسة التمارين الرياضية عالية الكثافة، إلا أن الوصول إلى هذا المستوى قد يتطلب وقتًا وتقييمًا دقيقًا لحالة القلب، مستوى اللياقة البدنية، ومدى الضرر الذي تعرضت له عضلة القلب.

 

وتؤكد الدكتورة سينغ على أهمية اتباع خطة تدريجية وصبورة، مع تعديل التوقعات بناءً على الحالة الصحية لكل مريض.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى