شيزلونج

جلوب إنترناشونال.. من قلب السوق المصري إلى أبواب العالم

 حوار : رنا القاضي

الدكتور مقار داوود هلال يتحدث لـ(دكتور لايف): تجاوزنا الأزمات ولدينا حلم بملياري جنيه وعلامة مصرية دولية

 

 

وسط مشهد اقتصادي ضبابي، وأزمات متتالية ضربت القطاع الصحي والدوائي في مصر، برزت شركة جلوب إنترناشونال كواحدة من التجارب الناجحة التي لم تكتفِ بالصمود، بل اختارت التحدي والنمو.
في حوار خاص مع الدكتور مقار داوود هلال، المدير الاقليمي للبيع والتوزيع بمجموعة شركات هيلثي كير نستعرض قصة صعود فريدة، تبدأ من صيدلية في صعيد مصر، ولا تنتهي عند مكاتب خارجية في نيجيريا، أوروبا، والعراق.

■ من صيدلي إلى قيادة محفظة شركات

يبدأ الدكتور مقار حديثه بابتسامة هادئة تعكس ثقة سنين طويلة من العمل والتطور. يقول:

“أنا خريج كلية الصيدلة، جامعة أسيوط، دفعة 1994. بدأت مسيرتي كصيدلي، ثم تحولت إلى الدعاية الطبية في عام 1997 من خلال شركة (أمون)، حيث قضيت ما يقرب من 26 عامًا.”

في عام 2018، انضم الدكتور مقار إلى “جلوب” كمدير إقليمي مسؤول عن الإسكندرية وبعض محافظات الدلتا. وخلال فترة قصيرة، تمت ترقيته ليقود قطاع التجميل على مستوى الجمهورية، ثم إدارة المحفظة الكاملة للمنتجات، الدوائية منها والتجميلية العلاجية، اعتبارًا من عام 2023.

■ أداء قوي رغم العواصف

وعن أداء الشركة، يؤكد الدكتور مقار أن “جلوب” استطاعت أن تحقّق نموًا واضحًا خلال السنوات الثلاث الماضية، عبر إعادة هيكلة مفاهيم التوزيع والمبيعات.

“بدأنا فعليًا بإطلاق أول منتج في نهاية 2013، واليوم لدينا منتجات رائدة في السوق، مثل (ألفا كارينو) و(إيلون)، التي أصبحت مرجعًا في تخصصات متعددة.”

ويتابع:

“نحن شركة مصرية مئة بالمئة، ورغم الأزمات عقب الثورة، تمسّكنا بالسوق المحلي ولم نفكر أبدًا في الانسحاب، بل توسعنا تدريجيًا.”

■ أزمة الدولار.. كابوس مرّ به الجميع

عند سؤاله عن تأثير الأزمة الاقتصادية، وبالأخص أزمة الدولار، لا يُخفي الدكتور مقار صعوبة المرحلة:

“العام الماضي كان من أصعب الأعوام على الإطلاق، خاصة بعد ما يُعرف بـ(الأربعاء الأسود). ارتفاع الدولار بهذا الشكل الجنوني ضاعف تكلفة الاستيراد، خصوصًا أن 75% من خاماتنا مستوردة.”

لكن رغم هذا الضغط، تشبثت “جلوب” بثوابتها، فلم تُخفض الرواتب، ولم تسرّح موظفين. يقول:

“أعدنا توزيع الأعباء بذكاء، والإدارة كانت داعمة في أحلك الظروف، وهو ما خلق مناخًا إنسانيًا ومهنيًا ساعدنا على الاستمرار.”

■ مواجهة “الدواء تحت السلم”

من أكبر التحديات التي تواجهها الشركة، بحسب الدكتور مقار، هي ظاهرة الأدوية المغشوشة أو ما يُعرف شعبيًا بـ”الأدوية تحت السلم”.

“لاحظنا تراجعًا غريبًا في المبيعات رغم الحملات الترويجية، وعند التحري اكتشفنا وجود منتجات مقلدة بنفس الاسم التجاري.”

تعاملت الشركة بحزم، بالتعاون مع هيئة الدواء المصرية والتفتيش الصيدلي، لاستعادة السيطرة على السوق وحماية سمعة العلامة التجارية.

■ خطة توسع إقليمية وأوروبية

وعن التوسع خارج الحدود، يقول الدكتور مقار:

“بدأنا منذ عامين في فتح مكاتب علمية خارج مصر، ولدينا تواجد فعلي الآن في نيجيريا، ليبيا، العراق، والسعودية. كما أسسنا شركة أوروبية مشتركة بين البرتغال وقبرص، كمدخل استراتيجي للسوق الأوروبي.”

وقد تم مؤخرًا إطلاق أول منتج خارجي من هذه المنصة، في خطوة طموحة لبناء علامة مصرية تُنافس عالميًا.

■ مهنة الصيدلة بين التحديات والفرص

لم يُخفِ الدكتور مقار قلقه تجاه واقع مهنة الصيدلة في مصر، مؤكدًا أنها تمر بفترة “تهميش غير مبرر”، كما وصفها.

“الصيدلي لم يعد يُنظر إليه كمقدم رعاية صحية، بل مجرد تاجر. النقابة غائبة، والتعليم بحاجة لإعادة تأهيل، وهناك ممارسات خاطئة تهدد سمعة المهنة.”

ويؤكد في الوقت ذاته أن الأمل ما زال قائمًا، شرط تفعيل الدور النقابي، ووجود تشريعات تحمي الصيدلي وتُعيد له مكانته.

■ المستقبل.. صناعة مصرية بمعايير عالمية

في ختام الحوار، يكشف الدكتور مقار عن رؤية طموحة للشركة:

“نستهدف الوصول إلى حجم أعمال يتجاوز 2 مليار جنيه خلال العامين القادمين. نعمل على تعزيز محفظتنا الدوائية والتجميلية، وتطوير مصانعنا لتواكب المعايير الأوروبية.”

ويضيف بثقة:

“نطمح ألا نكون شركة محلية فقط، بل علامة تجارية مصرية تُصدّر للعالم.”

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى