امومة وطفولة

دراسة : أطفال الآباء المصابين بالسمنة معرضون بدرجة أكبر للإصابة بها  

كشفت دراسة حديثة، نشرتها مجلة PLOS Genetics، أن جينات الأمهات قد تؤثر بشكل غير مباشر على صحة أطفالهن ووزنهم، حتى إذا لم تنتقل إليهم وراثياً.

 

ونقلت شبكة /RTBF/ الإخبارية البلجيكية عن الدراسة، التي أجراها فريق من كلية لندن الجامعية، أن أطفال الآباء المصابين بالسمنة معرضون بدرجة أكبر للإصابة بها، إلا أن جينات الأمهات تلعب دوراً خاصاً وأعمق في تحديد مؤشر كتلة الجسم لدى الطفل.

 

وأوضح الباحثون أن السمنة ناتجة عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية، وأن الجينات الموروثة من الوالدين تؤثر على الشهية، والتمثيل الغذائي، وتوزيع الدهون، إلا أن الدراسة وجدت أن جينات الأم لها تأثيرات غير مباشرة أيضاً، من خلال البيئة التي تنشئها حول الطفل.

 

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، ليام رايت: “تشير نتائجنا إلى أن الوراثة الأمومية لا تقتصر على الجينات المنقولة فقط، بل تشمل تأثيراً بيئياً واسع النطاق ينعكس على وزن الطفل وصحته”.

 

وأضاف أن الوصول إلى جينات الوالدين والأطفال مكّن الفريق من التمييز بين الجينات التي انتقلت فعلياً وتلك التي لم تُنقل، لكنها أثرت على الأطفال من خلال ما يُعرف بـ”الثقافة الوراثية”.

 

وأشار رايت إلى أن هذه التأثيرات تشمل عادات الأم الغذائية، ونشاطها البدني، وظروف الحمل، وجميعها عوامل تسهم في تشكيل بيئة النمو داخل الرحم وبعد الولادة.

 

وبيّنت الدراسة أن مؤشر كتلة جسم الوالدين يؤثر على وزن الطفل، لكن تأثير الأب جاء مرتبطاً بالجينات المنقولة فقط، في حين أن تأثير الأم تجاوز الجينات إلى أسلوب الحياة والسلوكيات الصحية.

 

وشدد رايت على أن الهدف ليس إلقاء اللوم على الأمهات، بل دعم الأسر لتبنّي أنماط حياة صحية تضمن لأطفالهم مستقبلاً أفضل صحياً.

 

وخلصت الدراسة إلى أن التدخلات الموجهة لمساعدة الأمهات، خاصة خلال فترة الحمل، على خفض مؤشر كتلة الجسم يمكن أن تسهم في تقليل معدلات السمنة بين الأجيال المقبلة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى