شيزلونج

دراسة جديدة: الذهان قد يكون له أساس بيولوجي مشترك رغم اختلاف التشخيصات

على مدى عقود، اعتاد الأطباء النفسيون النظر إلى الذهان باعتباره عرضًا تابعًا لاضطرابات نفسية مختلفة مثل الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب الشديد، مانحين لكل حالة بروتوكول علاج خاص بها. لكن أبحاثًا حديثة نُشرت في مجلة JAMA Psychiatry تطرح رؤية مغايرة قد تغيّر قواعد التشخيص والعلاج.

 

فقد وجد فريق من الباحثين أن التغيرات الدماغية المرتبطة بالأعراض الذهانية تتشابه بشكل لافت، بغضّ النظر عن التشخيص الأساسي. وأظهرت الدراسة التي قارنت بين مرضى في أول نوبة ذهان مصحوبة بأعراض مزاجية وبين أشخاص أصحاء، أن ارتفاع تخليق الدوبامين في مناطق التفكير والتخطيط كان العامل المشترك وراء الأعراض مثل الهلاوس والأوهام.

 

هذه النتائج قد تمهد لتحول جوهري في الطب النفسي؛ إذ تشير إلى أن الذهان ليس مجرد انعكاس لاختلافات في الاضطرابات النفسية، بل قد يشترك في أساس بيولوجي واحد.

 

ويرى الخبراء أن ذلك يفتح الباب أمام اعتماد “الطب النفسي الدقيق”، بحيث يوجَّه العلاج بناءً على مؤشرات بيولوجية داخل الدماغ، لا على التصنيف التقليدي للتشخيص. وهو نهج يشبه ما يحدث في علم الأورام حاليًا، حيث تُحدد العلاجات وفق البصمة الجينية للورم.

 

بالنسبة للمرضى، قد يعني هذا الوصول إلى أدوية فعّالة بشكل أسرع وتجنّب فترات طويلة من التجارب الدوائية غير المثمرة، مع تقليل الأعراض الجانبية. كما قد يُسهم في تطوير خطط علاجية تستهدف كلاً من مراكز العاطفة والتفكير معًا، لتقديم استجابات أكثر دقة وفاعلية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى