
على الرغم من كراهية كثير من الناس لإجراء علاج قناة الجذر، تشير دراسة حديثة إلى أن هذا الإجراء الشائع قد يقدم فوائد تتجاوز صحة الفم، بما في ذلك تحسين مؤشرات القلب والأيض وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن الدراسة، التي نُشرت في مجلة الطب الانتقالي، أن الباحثين تابعوا 65 مريضًا في معهد طب الأسنان بمستشفى جايز في لندن، خضعوا لعلاج قناة الجذر أو جراحة لإزالة العدوى والالتهاب من الأسنان المصابة، وجُمعت عينات دم في خمس فترات: قبل العلاج، وبعد ثلاثة أشهر، وستة أشهر، وسنة، وسنتين.
قبل العلاج، أظهر المرضى ارتفاعًا في مؤشرات مرتبطة بخطر أمراض القلب، بما في ذلك مستويات السكر والدهون وعلامات الالتهاب المزمن. وبعد العلاج، لوحظ تحسن ملحوظ في هذه المؤشرات، مع انخفاض مستويات الكوليسترول والأحماض الدهنية خلال ثلاثة إلى ستة أشهر، واستمرار التحسن على مدى سنتين، بما في ذلك مستويات السكر والكوليسترول ومؤشرات الالتهاب.
وقالت الباحثة الرئيسة صادية نيازي، محاضرة كبيرة في كلية كينغز لندن:
“وجود التهاب حول قمة الجذر يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب وحالات صحية جهازية أخرى. العلاج الناجح يعزز الشفاء ويحسن الصحة العامة والرفاهية.”
ويشير الخبراء إلى أن الالتهابات الفموية قد تسمح للبكتيريا بالدخول إلى مجرى الدم، مسببة التهابًا مزمنًا يساهم في أمراض القلب والسكري وأمراض أخرى، وقد تصل إلى الرئتين أو صمامات القلب مسببةً حالات نادرة وخطيرة مثل التهاب الشغاف.
وعلى الرغم من أن الدراسة لم تتضمن مجموعة ضابطة، إلا أن النتائج تسلط الضوء على التأثير الصحي الأوسع للعناية بالأسنان. وأكدت نيازي:
“علاج قناة الجذر ليس مجرد إنقاذ للسن، بل يمكن أن يؤثر إيجابيًا على الصحة العامة.”
ويشجع أطباء الأسنان والمتخصصون على الفحص الدوري للأسنان مرة أو مرتين سنويًا، جنبًا إلى جنب مع اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم، والالتزام بالأدوية عند وجود حالات مزمنة.
ويأمل الخبراء أن تعزز هذه الدراسات التعاون بين طب الأسنان والتخصصات الطبية الأخرى، لتحقيق نهج متكامل يربط بين العناية بالفم والصحة العامة.




