اختبار دم مبتكر يكشف أكثر من 50 نوعًا من السرطان بدقة عالية ويغيّر مستقبل التشخيص المبكر

كشفت دراسة جديدة عن اختبار دم مبتكر يُعرف باسم Galleri، قادر على الكشف عن أكثر من 50 نوعًا من السرطان وتحديد العضو أو النسيج المصاب بدقة تصل إلى 92%، ما قد يشكّل ثورة في مجال التشخيص المبكر ويغير مستقبل مكافحة السرطان عالميًا.
وأُجريت الدراسة على أكثر من 23 ألف شخص من الولايات المتحدة وكندا ضمن تجربة Pathfinder 2، وشملت أشخاصًا لا تظهر عليهم أي أعراض مرضية، واستمرت لمدة عام كامل على الأقل.
يعتمد الاختبار على تحليل الحمض النووي (DNA) الذي تفرزه الخلايا السرطانية في الدم، لاكتشاف “البصمة الجينية للسرطان”، قبل ظهور أي أعراض سريرية. وأظهرت النتائج أن الاختبار نجح في تحديد السرطان بدقة بلغت 61.6%، بينما استبعد المرض بشكل صحيح في 99.6% من الحالات، مما يقلل الإنذارات الخاطئة.
ومن أبرز مميزات Galleri قدرته على تحديد موقع الورم بنسبة دقة تصل إلى 92%، ما يساعد الأطباء على توجيه الفحوصات والعلاجات بسرعة ويوفر الوقت والتكاليف مقارنة بالطرق التقليدية. كما أظهرت الدراسة أن الاختبار اكتشف سبعة أضعاف عدد حالات السرطان مقارنة بجميع برامج الفحص الحالية مجتمعة.
ويُقترح استخدام الاختبار كفحص دم سنوي للأشخاص فوق سن الخمسين، إذ أظهرت الدراسات أنه يمكن أن يقلل التشخيصات المتأخرة بنسبة تصل إلى 49% ويخفض الوفيات المرتبطة بالسرطان بنسبة 21% خلال خمس سنوات.
ورغم التفاؤل الكبير، دعا بعض الخبراء إلى الحذر. فقد أشار بعضهم إلى ضرورة إجراء المزيد من التجارب لضمان دقة النتائج على نطاق أوسع، والتأكد من أن الفحص يحقق هدفه في إنقاذ الأرواح بالفعل.
ومن المتوقع نشر نتائج تجربة NHS Galleri في المملكة المتحدة خلال العام المقبل، لتقييم فعالية الاختبار ضمن النظام الصحي البريطاني. ويأمل الباحثون أن يؤدي هذا الإنجاز إلى إدخال فحوصات الدم المتقدمة ضمن برامج الفحص الوقائي السنوية، مما يسمح بالكشف المبكر والعلاج الفوري قبل تفاقم المرض.