جراحة دقيقة لإصلاح تشوه نادر بالعمود الفقري لطفلة عمرها 12 عامًا بمستشفى الشيخ زايد التخصصي

في إنجاز طبي يُضاف إلى سلسلة النجاحات التي تحققها المستشفيات المصرية، نجح فريق طبي بمستشفى الشيخ زايد التخصصي بمحافظة الجيزة في إجراء جراحة دقيقة ومعقدة لإصلاح تشوه نادر بالعمود الفقري لطفلة تبلغ من العمر 12 عامًا، كانت تعاني من صعوبة شديدة في المشي والحركة نتيجة تشوه حاد بالفقرات.
وقد بدأت رحلة العلاج عندما استقبلت العيادات الخارجية بالمستشفى الطفلة، حيث كانت تعاني من تشوه واضح وصعوبة في الحركة. وبعد مناظرة الحالة من قبل الفريق المختص، تم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، والتي شملت الأشعة المقطعية، وأشعة الرنين المغناطيسي، والتي كشفت وجود تزحزح بالفقرات القطنية والعجزية من الدرجة الخامسة، مصحوبًا باختناق بالقناة العصبية، وهي من الحالات النادرة والمعقدة التي تصيب العمود الفقري.
تم تجهيز المريضة على وجه السرعة وتحضيرها للدخول إلى غرفة العمليات، حيث خضعت لتدخل جراحي متقدم لإزالة الضغط عن القناة العصبية وتحرير مخرج الأعصاب تحت مراقبة جهاز المراقبة العصبية الدقيقة، باستخدام تقنيات حديثة متطورة استغرقت عدة ساعات.
الجراحة تضمنت تثبيت الفقرات باستخدام نظام تثبيت فائق الدقة يعتمد على تقنية “TIVA”، وهي تقنية تخدير عالية المستوى تُستخدم لضمان استقرار الحالة أثناء الجراحة وتقليل احتمالات النزيف. كما تم استخدام معدات جراحية متطورة مثل القطبان والمسامير لتثبيت الفقرات وتوسيع القناة العصبية وضمان عدم حدوث مضاعفات مستقبلية.
وقد تم نقل الطفلة بعد انتهاء الجراحة بنجاح إلى غرفة الرعاية الداخلية لمتابعة حالتها، وتقرر استمرار الإقامة تحت الملاحظة لعدة أيام قبل خروجها لمتابعة التعافي في العيادات الخارجية.
وقد عبّر الفريق الطبي المشرف على العملية عن سعادتهم بنجاح هذه الحالة المعقدة، مشيرين إلى أن هذه الجراحة تُعد من الجراحات الدقيقة والنادرة، والتي تعكس مدى تطور الإمكانيات الطبية والتقنية في مستشفيات وزارة الصحة المصرية.
وأكدت إدارة المستشفى أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا تضافر جهود جميع أعضاء الفريق الطبي من أطباء، وتمريض، وفنيين، وأطقم مساعدة، مما يعكس روح العمل الجماعي والكفاءة العالية التي يتمتع بها الطاقم الطبي.
يُذكر أن مستشفى الشيخ زايد التخصصي يُعد من المؤسسات الطبية الرائدة التابعة لوزارة الصحة والسكان، والتي تسعى باستمرار لتقديم أفضل الخدمات الطبية المتقدمة، بما يتماشى مع رؤية الدولة المصرية في تطوير القطاع الصحي وتحقيق رعاية صحية شاملة للمواطنين.
هذا النجاح هو ثمرة التعاون والتكامل بين مختلف التخصصات الطبية، ويمثل بارقة أمل جديدة للمرضى الذين يعانون من حالات مشابهة.