جمال ورشاقة

الكورتيزون لحل مشكلة النحافة في مصر.. مخاطره تتجاوز امتلاء الوجه

في ظل سعي بعض السيدات في مصر، ولا سيما في المناطق الريفية والشعبية وفي الأقاليم والصعيد، وراء حلول سريعة وغير مكلفة لمشكلة النحافة، برز الكورتيزون كأحد “العلاجات” الرائجة مؤخرًا لتحقيق ما يُعرف اصطلاحًا بـ”المون فيس” أو امتلاء الوجه.

 

هذا إضافة إلى استخدامه في الحقن العضلي لزيادة الوزن، دون إدراك تام لمخاطره الصحية الجسيمة.

 

خلطات شعبية وتركيبات طبية غير مرخصة

الكورتيزون، أو ما يُعرف علميًّا بالستيرويدات القشرية، هو دواء يُستخدم لعلاج الالتهابات وأمراض المناعة والحساسية وبعض أمراض الجلد والرئة.

 

غير أن انتشاره كعنصر أساسي في خلطات شعبية أو تركيبات طبية غير مرخصة بهدف زيادة الوزن وتحسين المظهر، يكشف عن انحراف خطير في الاستخدام، تغذّيه ثقافة متجذّرة من البحث عن نتائج تجميلية سريعة دون إشراف طبي.

 

تحذيرات ومضاعفات صحية

وبرغم تحذيرات هيئة الدواء المصرية المتكررة من خطورة استخدام هذه التركيبات دون وصفة طبية، لا تزال هذه الممارسات قائمة، خاصة في القرى والمناطق المهمشة، إذ يرى البعض في الكورتيزون حلًّا سحريًّا لمنح الوجه امتلاءً مؤقتًا، دون علم بأن هذه النتائج “الجميلة” قد تخفي خلفها آثارًا صحية مدمّرة.

 

تشمل الآثار الجانبية، ضعف المناعة بسبب الاستخدام المزمن، واحتباس السوائل وانتفاخ الجسم، واضطرابات في توازن الأملاح، وزيادة الشهية، وتراكم الدهون في الوجه والبطن والرقبة.

 

كما يؤدي استخدامه إلى اضطرابات الدورة الشهرية، وظهور حب الشباب، وزيادة نمو الشعر في أماكن غير مرغوب فيها، إضافة إلى هشاشة العظام، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، بل وضمور العضلات على المدى الطويل، حسب مصادر طبية مصرية.

 

بناء عليه، دعت مصادر وجهات طبية إلى تشديد الرقابة على مروّجي هذه الخلطات، وتوعية المجتمع بأهمية استشارة الأطباء المختصين، واللجوء إلى البدائل الآمنة كالتغذية السليمة والتمارين الرياضية لتحقيق نتائج صحية ومستدامة.

 

تجربة واقعية مع الكورتيزون

إحدى الشهادات الواقعية جاءت على لسان فتاة تُدعى “ن.م”، 27 عامًا، من إحدى محافظات الصعيد، تروي، لـ”إرم نيوز”، تجربتها مع استخدام الكورتيزون كأحد حلول النحافة السريعة، غير المكلفة، وقالت إنها استخدمت الكورتيزون للحصول على مظهر ممتلئ، لكنها شعرت بزيادة وهمية في الوزن ومشاكل صحية دفعتها للتوقف بعد جرعتين فقط، ما دفعها إلى اللجوء إلى طبيب باطني لتلقي العلاج اللازم بعد المضاعفات التي تعرضت لها من جراء جرعتين كورتيزون فقط.

 

وأشارت إلى أن القلق لم يقف في تجربتها مع الكورتيزون عند الأعراض الجسدية، بل امتد إلى الآثار النفسية، حيث شعرت بالخذلان من نفسها نتيجة فقدان الثقة في النفس والشعور بالإحباط، بعد زوال التأثير المؤقت، والإقبال على هذه التجربة المؤلمة بالنسبة لها.

 

و أجمع المختصون على أن استخدام الكورتيزون لزيادة الوزن يُعدّ خطأً طبيًّا بالغ الخطورة، يستوجب المساءلة القانونية.

 

 

وأوضح الأطباء أن الاستخدام غير الآمن للكورتيزون يخلّ بوظائف الجسم الحيوية، ويؤثر على تنظيم عمليات الأيض، ويتسبب في احتباس السوائل، ويغير نمط تخزين الدهون داخل الجسم، إلى جانب تأثيره المباشر على العديد من التفاعلات الكيميائية الحيوية.

 

وشددت المصادر ذاتها على ضرورة استشارة أطباء مختصين عند البحث عن حلول للنحافة وزيادة الوزن، محذرين من اللجوء إلى الأساليب العشوائية التي تهدد الصحة العامة، كما وجه الأطباء تحذيرات صارمة من استخدام الكورتيزون سواء لأغراض التسمين أو التجميل، مؤكدين أن هذه الممارسات تنطوي على مخاطر صحية جسيمة قد يصعب تداركها.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى