صحة مصر

لا تؤجل العلاج بعد العضة.. كل دقيقة تصنع الفارق أمام داء الكلب

يشكل التعرض لعضة حيوان يُشتبه في إصابته بداء الكلب خطرًا بالغًا على حياة الإنسان، إذ يصعب في كثير من الأحيان تحديد ما إذا كان الحيوان قد نقل الفيروس أم لا. ويؤكد الأطباء أن البدء السريع في بروتوكولات الوقاية بعد التعرض يُعد خطوة حاسمة لإنقاذ الحياة ومنع ترسخ العدوى في الجسم.

 

داء الكلب أو «السعار» مرض فيروسي قاتل لا علاج له بعد ظهور الأعراض، ما يجعل الوقاية المبكرة الخيار الوحيد الفعّال. ويشمل بروتوكول الوقاية إعطاء المصل المناعي السريع (الغلوبيولين المناعي لداء الكلب) قرب موضع العضة للأشخاص غير المطعمين مسبقًا، إضافة إلى سلسلة من لقاحات السعار تُحقن في الذراع وفق جدول زمني يبدأ من اليوم الأول ويتضمن عدة جرعات خلال أسابيع.

 

وفي الحالات التي يمكن فيها متابعة حالة الحيوان، تختلف الإجراءات؛ إذ يمكن مراقبة الكلاب والقطط المنزلية لمدة عشرة أيام، فإذا بقيت سليمة فلا حاجة لاستكمال العلاج الوقائي. أما الحيوانات البرية، فيُوصى باصطيادها وفحص أنسجتها الدماغية مخبريًا للكشف عن الفيروس.

 

إجراءات أولية ضرورية بعد العضة

ينصح الأطباء عند التعرض لعضة كلب باتباع الخطوات التالية فورًا:

 

غسل الجرح بماء الصنبور والصابون لمدة لا تقل عن 5 إلى 10 دقائق.

 

وقف النزيف باستخدام ضمادة معقمة.

 

وضع مطهر موضعي وكريم مضاد حيوي عند الحاجة.

 

التوجه فورًا إلى أقرب مرفق صحي لتنظيف الجرح وتقييم الحالة.

 

الحصول على جرعة منشطة من لقاح التيتانوس، وتحديد الحاجة إلى مضادات حيوية أو مصل مضاد للسعار.

 

تجنب تقطيب الجرح إلا بقرار طبي، مع متابعة التنظيف وتغيير الضمادة بانتظام.

 

ويُحذر الأطباء من تجاهل أي علامات عدوى مثل الاحمرار أو التورم أو ارتفاع الحرارة، مشددين على ضرورة مراجعة الطبيب فورًا عند ظهورها.

 

أعراض السعار

تبدأ الأعراض عادة بالحمى والصداع والخمول، ثم تتطور إلى اضطرابات سلوكية وهياج وصعوبة في البلع ورهاب الماء، وقد تنتهي بالشلل والفشل التنفسي المؤدي إلى الوفاة.

 

سلوكيات وقائية عند مواجهة كلاب ضالة

لتقليل خطر الهجوم، يُنصح بعدم الجري أو إدارة الظهر للكلب، ووضع حاجز مثل حقيبة بينكما، وعدم المقاومة العنيفة إذا أمسك الكلب بالضحية لتقليل عمق الإصابة. وفي حال السقوط، يُفضل اتخاذ وضعية الجنين لحماية الوجه والعنق.

 

جهود محلية لمكافحة الظاهرة

تواصل محافظات عدة، منها دمياط والوادي الجديد، جهودها في مكافحة ظاهرة الكلاب الضالة وتنفيذ برامج الوقاية من السعار بالتعاون مع وزارة الصحة، التي تنظم فعاليات توعوية بمناسبة اليوم العالمي لداء الكلب للتعريف بمخاطر المرض وطرق الوقاية منه.

 

ويبقى التدخل السريع والغسيل الفوري للجرح والاتصال بالطبيب لبدء بروتوكول الوقاية بعد التعرض هو الإجراء الحاسم لإنقاذ الحياة، إذ لا تزال الوقاية الفورية هي السبيل الأكيد لتجنب الإصابة بهذا الفيروس القاتل.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى