الطب الشعبيتوب ستوري

رغم محدودية الأدلة العلمية.. الزنجبيل علاج طبيعي واعد للغثيان

لا يزال الزنجبيل يحافظ على مكانته كأحد أشهر العلاجات الطبيعية لاضطرابات المعدة منذ قرون، وسط إقبال كبير على مكملاته التي تتصدر مبيعات المكملات العشبية. لكن سؤالًا مهمًا يطرح نفسه: هل هو فعّال بالفعل في تهدئة الغثيان ومشكلات الجهاز الهضمي؟

 

بحسب خبراء تحدثوا لصحيفة “نيويورك تايمز”، فإن الأدلة العلمية المتوفرة حتى الآن محدودة لكنها واعدة. ويؤكد الدكتور مايكل كورلي، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في مركز دارتموث هيتشكوك الطبي، أن أغلب الدراسات ركزت على الغثيان والقيء تحديدًا، ورغم صغر حجمها، فإن نتائجها تشير إلى أن الزنجبيل قد يكون آمنًا وفعّالًا في بعض الحالات.

 

وتعود فعالية الزنجبيل المحتملة إلى مركبين نشطين فيه هما جينجيرول وشوغاول، اللذان يعملان على تعطيل المسارات العصبية المرتبطة بالغثيان في الدماغ والأمعاء، ما يمنع تحفيز “مركز القيء”. وتشير بعض الأدلة أيضًا إلى أنه قد يسهم في تسريع إفراغ المعدة.

 

وأثبتت الدراسات التي استخدمت مكملات مسحوق الزنجبيل نتائج أكثر ثباتًا. ففي مراجعة عام 2025، تبيّن أن النساء الحوامل اللواتي تناولن ما بين 500 و1500 ملغ يوميًا شعرن بتحسن واضح في الغثيان دون تأثير يُذكر على القيء. كما أظهرت تجربة سريرية عام 2024 أن تناول 1200 ملغ يوميًا لمدة خمسة أيام خفّض مستويات الغثيان لدى مرضى العلاج الكيميائي مقارنة بالدواء الوهمي.

 

لكن فيما يتعلق بالغثيان الناتج عن التسمم الغذائي أو دوار الحركة أو الإفراط في شرب الكحول، فما تزال الأدلة قليلة. الأمر نفسه ينطبق على حالات أخرى مثل عسر الهضم والقولون العصبي، رغم أن دراسة صغيرة عام 2023 سجّلت تحسنًا في حرقة المعدة والألم والشعور بالامتلاء لدى مرضى عسر الهضم الوظيفي.

 

أشكال الزنجبيل… ليست كلها فعالة

 

يتوفر الزنجبيل بعدة صور—منه الطازج، والشاي، والحلوى، والصودا، والمستحلبات، والمكملات—لكن الأبحاث تؤكد أن المكملات هي الأكثر فاعلية بفضل جرعاتها الدقيقة. وينصح الدكتور جوشوا فورمان بتناول 500 ملغ مرتين يوميًا لعلاج الغثيان المزمن أو المؤقت. أما المنتجات المنكهة بالزنجبيل كالشاي أو الصودا، فعادة ما تحتوي على نسب ضئيلة للغاية من الزنجبيل الحقيقي.

 

ورغم أمانه العام، ينصح الخبراء الأشخاص الذين يتناولون مميعات الدم أو أدوية الضغط والسكري أو مثبطات المناعة باستشارة الطبيب قبل استخدامه بانتظام.

 

وفي ظل محدودية الأبحاث، يظل الزنجبيل خيارًا طبيعيًا منخفض المخاطر وفعالًا نسبيًا لتخفيف الغثيان، و”أداة علاجية قيّمة في متناول اليد”، وفق ما يؤكده الباحثون.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى