منظمة الصحة: 610 آلاف حالة إيدز بشرق المتوسط.. 30% فقط يتلقون العلاج

خلال كلمة قوية ألقتها الدكتورة بنديديتّا ألبرقانزي، مديرة إدارة الأمراض السارية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بمناسبة اليوم العالمي للإيدز، حذّرت من الوضع “الحرج” الذي يمر به الإقليم، مؤكدة أن فيروس العوز المناعي البشري ما يزال يمثّل تهديدًا صحيًا كبيرًا، وأن فجوات التشخيص والعلاج تُعرض مئات الآلاف للخطر.
وقالت الدكتورة ألبرقانزي إن التقديرات تشير إلى وجود 610 ألف شخص متعايش مع الإيدز في إقليم شرق المتوسط، لكن أقل من 4 من كل 10 يعرفون إصابتهم فعلًا، فيما لا يتلقى إلا 30% فقط العلاج المضاد للفيروسات، وينخفض الحمل الفيروسي لدى 28% فقط من المصابين. وأضافت أن عام 2024 سجّل نحو 72 ألف إصابة جديدة و23 ألف وفاة مرتبطة بالفيروس داخل الإقليم.
وأشارت إلى أن الفئات الأكثر عرضة للفيروس ما تزال “بعيدة عن متناول الخدمات” بسبب الوصم والتمييز والعقبات الاجتماعية، مؤكدة ضرورة إعادة تصميم استراتيجيات الاختبار والوصول المباشر للمجتمعات المتضررة.
دعوة لزيادة الاستثمار وإدماج خدمات الإيدز داخل الرعاية الصحية
وأكدت المسؤولة الأممية أن الأزمات العالمية والنزاعات وعدم الاستقرار الاقتصادي تسببت في تضييق نطاق الخدمات الصحية، مشددة على ضرورة رفع الاستثمارات الوطنية ودمج خدمات الإيدز ضمن النظم الصحية الأوسع نطاقًا، وتطوير برامج الوقاية والتتبع والترصد.
وأضافت أن المنظمة تدعو الحكومات إلى إبقاء قضية الإيدز على رأس أولويات الصحة العامة، وتوسيع برامج الوقاية والحد من الضرر، وتعزيز مشاركة المجتمع المحلي، ورفع الوعي بخطورة التباطؤ في التصدي للفيروس.
الوصم والتمييز… عائق رئيسي أمام العلاج
وقالت الدكتورة ألبرقانزي إن الوصم والخوف يحرمان آلاف الأشخاص من الحصول على خدمات التشخيص أو العلاج، داعية إلى “معالجة صريحة” لهذه العوائق عبر سياسات حماية وتوعية شاملة. وأكدت أن الأصوات المجتمعية تمثل شريكًا أساسيًا في رفع الوعي وتقليل التمييز.
رسالة إلى الإعلام: قصصكم قد تنقذ حياة
وفي رسالة مباشرة لوسائل الإعلام، شددت مسؤولة منظمة الصحة العالمية على الدور الحيوي للصحافة في “كسر حاجز الصمت” المحيط بفيروس الإيدز، وتسليط الضوء على قصص المتعايشين، وتوعية الجمهور بطرق الوقاية الحديثة، بما في ذلك فحص الذات، وأدوات الصحة الرقمية، وخدمات الكشف المبكر.
وقالت“القصص التي تروونها يمكن أن تنقذ الأرواح… ساعدونا في تحويل البيانات إلى إجراءات، والإجراءات إلى أثر ملموس.



