متلازمة تكيس المبايض… اضطراب هرموني قد يرفع خطر الإصابة بالسكري قبل سن الأربعين

متلازمة تكيس المبايض (PCOS) هي حالة هرمونية شائعة تتشكل فيها أكياس صغيرة مملوءة بالسوائل على المبايض، غالبًا ما تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية وتصبح أحد أبرز أسباب العقم. وتشير تقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إلى أن أكثر من نصف النساء المصابات بتكيس المبايض قد يصبن بمرض السكري من النوع الثاني قبل سن الأربعين، وفق تقرير نشره موقع Only My Health.
الرابط بين تكيس المبايض والسكري
توضح الدكتورة سوديشنا راي، استشارية أولى في أمراض النساء والتوليد في الهند، أن السبب الرئيسي لهذه العلاقة هو مقاومة الأنسولين، حيث لا يستجيب الجسم للأنسولين بشكل صحيح، مما يدفع البنكرياس لإنتاج المزيد منه، في ما يعرف بـ”فرط الأنسولين”. هذا بدوره يحفز المبايض على إنتاج هرمونات الذكورة، مسببة أعراضًا مثل حب الشباب، وزيادة الوزن، ونمو شعر الوجه غير المرغوب، وعدم انتظام الدورة الشهرية، ويؤدي تدريجيًا إلى ارتفاع سكر الدم وزيادة خطر الإصابة بالسكري.
تشير دراسة حديثة نُشرت عام 2024 إلى أن مقاومة الأنسولين تظهر لدى الشابات المصابات بتكيس المبايض مرتين إلى ثلاث مرات أسرع مقارنة بالنساء غير المصابات، ما يعزز الصلة الوثيقة بين الحالتين. وتؤكد د. راي أن الأمر لا يقتصر على النساء ذوات الوزن الزائد، فحتى النحيفات قد يعانين من مقاومة الأنسولين، ما يسلط الضوء على أهمية الفحص الدوري لجميع النساء المصابات بهذه المتلازمة.
كيف تتحكمين في المخاطر؟
توفر د. راي مجموعة من الإرشادات للنساء المصابات بتكيس المبايض لتقليل خطر الإصابة بالسكري:
الحفاظ على وزن صحي: فقدان 5-10٪ من الوزن يمكن أن يحسن حساسية الأنسولين.
اتباع نظام غذائي متوازن: التركيز على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات قليلة الدهون، وتقليل السكريات والكربوهيدرات المكررة.
ممارسة النشاط البدني يوميًا: المشي، التمارين الهوائية، وتمارين القوة لتحسين حساسية الأنسولين.
الفحوصات الدورية: متابعة سكر الدم ومستويات الهرمونات لاكتشاف أي مشاكل مبكرًا.
الدعم الطبي عند الحاجة: قد يُوصي الطبيب بأدوية للتحكم في مقاومة الأنسولين وأعراض المتلازمة.
إعطاء الأولوية للنوم وتقليل التوتر: تساعد اليوجا، التأمل، وتمارين التنفس على الحفاظ على التوازن الهرموني.
تُعد متلازمة تكيس المبايض أكثر من مجرد اضطراب هرموني؛ فهي حالة صحية مترابطة مع استقلاب الجسم والسكري، واكتشافها مبكرًا والالتزام بالعادات الصحية يمكن أن يحمي المرأة من مضاعفات طويلة المدى ويعزز جودة حياتها.



