بمشاركة 20 طبيب.. جراحة ناجحة لزراعة يدين لشاب بعد 17 عاما من فقدهما

أجرى الشاب السويسرى لوكا كريزاناك جراحة ناجحة لزراعة يدين في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا، وذلك بعد ما يقرب من سبعة عشر عامًا من فقدهما بسبب إصابته بعدوى لم يتم علاجها بشكل جيد، وفقا لما ذكر نشر موقع “CNN” فى تقرير له.
وفقد كريزاناك أجزاءً من ذراعيه وساقيه وهو في الثانية عشرة من عمره، بعد إصابته بعدوى أدت إلى تعفن الدم ومضاعفات خطيرة استدعت البتر.
وشارك أكثر من 20 طبيبا في جراحة كريزاناك، والتي استغرقت حوالي 12 ساعة واتبعتها سنوات من الممارسة.
وتعتبر عمليات زراعة اليد نادرة، حيث تم إجراء 148 عملية فقط في جميع أنحاء العالم حتى منتصف عام 2023، وفقًا لإحدى الدراسات ، ولم تكن جميعها عمليات زرع مزدوجة.
بالنسبة لكريزاناك، كان العيش بدون يدين أصعب من العيش بدون ساقين، فاليدين ضروريتان لآلاف الأمور اليومية الأساسية، والأطراف الصناعية التي كانت بحوزته لم تكن كافية لتلبية حاجته، كما هو الحال مع الأطراف الصناعية التي كانت بحوزته لساقيه، على حد قوله.
واعتمد لوكا كريزاناك على الدعم من العائلة والأصدقاء بعد أن فقد أجزاء من أطرافه في سن الثانية عشرة، لكنه كان مصمماً أيضا على عدم السماح لإعاقته بتحديد هويته، وحافظ على نظرة إيجابية من خلال محاولة العيش في الوقت الحاضر، مما دفعه هو وعائلته واصلوا البحث عن طرق للمساعدة في تحسين نوعية حياته، وبالفعل سعوا إلى إجراء عملية زرع اليد لسنوات، ولكن العديد من العقبات بما في ذلك التغطية التأمينية وعدم القدرة على الوصول إلى مقدمي الخدمات المهرة.
وفي عام 2018، وبعد مرور عقد من الزمان على فقدانه ليديْه، جلبت سلسلة من الاتصالات الموفقة كريزاناك من منزله في سويسرا إلى مكتب الدكتور إل. سكوت ليفين، رئيس قسم جراحة العظام الفخري وأستاذ جراحة التجميل في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا، والذى قال أن لوكا كان مرشحًا ممتازًا لزراعة اليد، لكن مجموعة أخرى من التحديات، بما في ذلك وباء كورونا والجروح التي تطورت في ساقي كريزاناك،أدت إلى تأخير العملية بشكل أكبر.
وقال ليفين أن الفريق أضطر لتأجيل العملية بسبب وباء كورونا، بجانب معاناة لوكا من جروح مفتوحة وتهيّج جلدي، مما يزيد من خطر العدوى، لذلك سافر الفريق إلى سويسرا لعلاج ساقيه، وانغمسا في الاستعدادات لعملية زرع اليد بمجرد عودتهما إلى فيلادلفيا بينما كان كريزاناك يتعافى.
يستغرق التحضير لعملية زراعة يدين عادةً حوالي عامين، ما لم تحدث مضاعفات أخرى، ولكن بحلول أواخر عام ٢٠٢٤، كان ليفين وفريقه جاهزين، بعدما أكملوا أكثر من اثنتي عشرة جلسة تدريبية، ورسموا الخطوات المعقدة اللازمة لدمج الأعصاب والعضلات والأوعية الدموية والعظام.
وانتقل كريزاناك إلى فيلادلفيا، وبعد حوالي شهرين، تم إبلاغه بوجود تطابق عبر برنامج “هبة الحياة”، المختص بالتبرع بالأعضاء، على يدين متبرعين من شخص يتمتع بلون البشرة والحجم والجنس المناسبين، وهي مجموعة فريدة من الاعتبارات التي قد تجعل عملية التطابق أكثر تعقيدًا من غيرها.
وعمل فريق طبي منظم جيدًا ، بما في ذلك جراحة التجميل وجراحة العظام وأخصائيي زراعة الأعضاء والتخدير والتمريض، في وقت واحد على كريزاناك والمتبرع، وبعد خياطة الأوعية الدموية، رُصدت الدورة الدموية بأجهزة مختلفة، بينما تستغرق الأعصاب وقتًا للتجدد، لذا كان من المستحيل في غرفة العمليات معرفة مدى نجاح هذا الجزء من العملية.
وقال ليفين إن كريزاناك يتعافى اليوم بشكل استثنائي، ومن المنتظر أن تستمر الأعصاب في النمو في ذراعيه، ويستمر تعافيه في التطور خلال السنوات القليلة القادمة، مؤكدا أن حساسه وقدرته على الشعور في تحسن مستمر.