في مؤتمر دولي بعمان.. خبير مصري يستعرض ريادة مصر في علاج الصرع

أكد الدكتور حسن حسني، استاذ أمراض المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة القاهرة، أن مرض الصرع لا يقتصر على الأطفال كما يعتقد كثيرون، بل تزداد نسب الإصابة به بعد سن الستين بشكل ملحوظ، وترتفع أكثر بعد السبعين، مما يجعل كبار السن أكثر عرضة لتدهور القدرات العقلية والإصابة بالخرف، لافتا إلى امتلاك مصر خبرة كبيرة في تشخيص وعلاج الأمراض العصبية، وخاصة الصرع.
وأوضح في تصريحاته على هامش المؤتمر الدولي الثالث عشر للجمعية الأردنية لأطباء الدماغ والأعصاب الذي عقد مؤخرا بعمان ، أن خطورة الصرع لدى كبار السن تكمن في أن أعراضه لا تظهر دائمًا في صورة تشنجات، بل قد تأتي على هيئة توهان أو فقدان تركيز، ما يؤدي إلى تشخيص خاطئ للحالة. وأضاف أن التشنجات قد تسبب فقدانًا للذاكرة، وهو ما يستدعي وعيًا أكبر من أسر المرضى والأطباء.
وأشار الدكتور حسني إلى وجود عيادة متخصصة بمستشفى قصر العيني بالقاهرة تستقبل أعدادًا ضخمة من المرضى. وكشف عن إدخال مصر جراحات الصرع الحديثة التي تستهدف الحالات المستعصية على العلاج الدوائي، حيث يتم تحديد البؤرة الصرعية وإزالتها جراحيًا.
وأضاف أن عددًا من الأطباء الأردنيين أبدوا رغبتهم في التدريب بكلية طب قصر العيني في هذا المجال، مؤكدًا أهمية تبادل الخبرات بشكل دوري بين الأطباء المصريين والأردنيين بما يعزز التعاون العلمي والطبي بين البلدين. كما أشار إلى أن نسب الإصابة بالصرع عالميًا تتراوح بين 1 و1.5%، ما يعني أن عدد المصابين في مصر قد يصل إلى مليون ونصف تقريبًا.
من جانبه، قال الدكتور محمد شهاب، رئيس جمعية مساندة مرضى الصرع – فرع الأردن، إن المؤتمر الذي انعقد في عمان تحت عنوان “الجديد في علم الأعصاب” شهد مشاركة واسعة من أكثر من 300 طبيب وخبير من ست دول عربية وأجنبية من بينها مصر، إلى جانب الأردن.
وأوضح شهاب أن فعاليات المؤتمر تضمنت أحدث التطورات في تشخيص وعلاج أمراض الصرع، والجلطات الدماغية، والصداع بأنواعه، إضافة إلى التصلب المتعدد والاضطرابات العصبية الوراثية. كما شمل المؤتمر جلسات علمية بمشاركة محاضرين بارزين من أوروبا والعالم العربي، ومعرضًا طبيًا متكاملًا للأجهزة والتقنيات الحديثة، بما يعكس أهميته كمنصة علمية إقليمية ودولية لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الطبي.
وكان وزير الصحة الأردني الدكتور إبراهيم البدور قد افتتح فعاليات المؤتمر، مؤكدا في كلمته أن مثل هذه المؤتمرات الطبية تمثل فرصة ثمينة للتواصل بين الأطباء الاستشاريين والأخصائيين وطلبة كليات الطب، ونقل الخبرات العلمية والعملية، بما يسهم في تطوير المنظومة الصحية وتعزيز جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين على المستويين المحلي والإقليمي.



