الطب الشعبيتوب ستوري

تمارين وغذاء نباتي.. وصفة لتحسين الكوليسترول دون الستاتين

أكد متخصصون في طب نمط الحياة أن تعديل العادات اليومية يمكن أن يشكل بديلاً فعالاً للأدوية لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع طفيف في الكوليسترول ويملكون خطراً منخفضًا للإصابة بأمراض القلب. وقال الدكتور فيليبي لوبيلو، الباحث في طب نمط الحياة بجامعة إيموري، إن التدخلات غير الدوائية يجب أن تكون الخطوة الأولى قبل اللجوء إلى عقاقير الستاتين.

وأوضح لوبيلو أن قياس الكوليسترول يعتمد على مستويي البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) المعروف بـ”الكوليسترول الضار”، والبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) أو “الكوليسترول الجيد”. ويعد مستوى LDL أقل من 100 ملغ/دل صحيًا للبالغين، بينما تتطلب المستويات بين 100 و189 ملغ/دل تعديلات في نمط الحياة، في حين تستدعي المستويات فوق 190 ملغ/دل استخدام الستاتين عادة.

وأشار الباحثون إلى أن تحسين النوم، وإدارة التوتر، وتقليل التدخين يمكن أن يساهم في تحسين مستويات الكوليسترول، إلا أن التمارين الرياضية والنظام الغذائي يمثلان التأثير الأكبر.

وتوصي جمعية القلب الأمريكية بممارسة 150 دقيقة أسبوعيًا من التمارين معتدلة الشدة أو 75 دقيقة من التمارين المرتفعة الشدة، لرفع مستوى الكوليسترول الجيد (HDL) الذي يساعد على تقليل ترسبات الدهون بالأوعية الدموية. وتشمل الأنشطة الموصى بها المشي والسباحة والرقص وتمارين القوة، شرط أن يصل معدل ضربات القلب إلى مستوى يصعّب معه إجراء محادثة أثناء التمرين.

وفيما يتعلق بالنظام الغذائي، أبرزت الدراسات فاعلية “حمية البورتفوليو” النباتية التي تعتمد على الصويا، الفاصولياء، العدس، الشوفان، الشعير، الفواكه، المكسرات، البذور، والأفوكادو، إضافة إلى الزيوت النباتية الصحية مثل زيت الزيتون والكانولا. وأظهرت التجارب السريرية أن هذا النظام يمكن أن يخفض LDL بنسبة تصل إلى 30%، وهو ما يعادل تأثير بعض الستاتينات التقليدية. كما أظهرت دراسة طويلة شملت أكثر من 210 آلاف بالغ انخفاضًا بنسبة 14% في خطر الإصابة بأمراض القلب لدى ملتزمي الحمية.

ويعمل هذا النظام الغذائي عبر عدة آليات، منها تقليل إنتاج الكوليسترول، وارتباط الألياف القابلة للذوبان بالكوليسترول في الأمعاء، إضافة إلى فوائد الدهون غير المشبعة والستيرولات النباتية الموجودة في المكسرات. حتى التعديلات البسيطة في الوجبات—مثل استبدال اللحوم الحمراء بالحمص أو إضافة المكسرات للفطور—يمكن أن تحقق نتائج ملحوظة.

ويخلص الباحثون إلى أنه رغم عدم وجود “حل سحري”، فإن الجمع بين النشاط البدني، والنظام الغذائي الصحي للقلب، والعادات الإيجابية في نمط الحياة يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين مستويات الكوليسترول ودعم صحة القلب على المدى الطويل.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى