علماء روس يقتربون من اكتشاف علاجات ثورية من بكتيريا تعيش في أقسى البيئات

يواصل فريق من العلماء في جامعة بسكوف بالتعاون مع مركز الموارد الحيوية التابع لمعهد علم وظائف الأعضاء في أكاديمية العلوم الروسية، دراسة نوع فريد من “البكتيريا المتطرفة” التي قد تفتح الباب أمام جيل جديد من الأدوية القادرة على مواجهة أمراض معقدة مثل السرطان والخرف والالتهابات المقاومة للعلاج.
وتتمتع هذه البكتيريا الزرقاء—أو الطحالب الخضراء المزرقة—بقدرة استثنائية على البقاء في بيئات لا تحتملها الكائنات الأخرى، بدءًا من درجات الحرارة العالية وصولًا إلى الملوحة الشديدة والتقلبات الحادة في مستويات الحموضة.
وخلال البحث، حلّل العلماء عشرات السلالات المأخوذة من مواقع بيئية قاسية حول العالم، بهدف اختيار الأكثر نشاطًا بيولوجيًا. وكشف البروفيسور أندريه فرولوف أن العديد من السلالات أظهرت “نتائج واعدة” في مجالات متنوعة، بينها مكافحة الخلايا السرطانية، ومضادات الأكسدة، ومضادات الميكروبات، وحماية الأعصاب.
واختار الفريق سلالة من فصيلة Desertifilium تُعرف باسم B-1220 Desertifilium sp.، بعدما أثبتت قدرة ملفتة على إنتاج مزيج من المركبات ذات الأنشطة الحيوية المتعددة.
لكن التحدي الأكبر أمام العلماء—كما يؤكد الباحثون—هو بطء نمو السلالة المختارة، إذ لم ينتج منها خلال شهرين سوى 60 غرامًا من المادة الجافة. ورغم ذلك، تمكنوا من استخلاص 12 مركبًا نقيًا، يعملون الآن على تحليل بنيتها باستخدام التقنيات الطيفية المتقدمة قبل اختبار فعاليتها.
ويرى الباحثون أن هذه المواد، التي لم تُستخدم سابقًا في مواجهة العدوى، قد تشكل أساسًا لتطوير أدوية جديدة قادرة على التصدي لمسببات الأمراض التي أصبحت مقاومة للخيارات العلاجية المتاحة.



