بورصة الدواءتوب ستوري

علماء روس يطورون مركبات نحاسية تهاجم الحمض النووي للسرطان

كشف فريق علمي روسي عن تطوير مركبات مبتكرة تعتمد على النحاس يمكنها تدمير الحمض النووي للخلايا السرطانية، في خطوة قد تمهّد لبديل أكثر أمانًا للعلاجات التقليدية المعتمدة على البلاتين، بحسب ما أفادت به نشرة العلوم في سيبيريا.

ويُستخدم دواء السيسبلاتين البلاتيني على نطاق واسع لعلاج أنواع مختلفة من السرطان، إلا أن سميته المرتفعة تبقى عقبة كبيرة أمام فعاليته، نظرًا لتأثيراته الحادة على الخلايا السليمة، وتسببه في تلف الكلى والكبد والجهاز العصبي، رغم محاولات عديدة لتقليل آثاره الجانبية.

وانطلقت الفرضية الجديدة، وفقًا لوكالة تاس، من فكرة استبدال البلاتين بمعادن طبيعية موجودة في الجسم مثل النحاس والزنك والحديد، باعتبار أن الجسم يمتلك آليات طبيعية للتخلص منها، مما يقلل احتمالية السمية.

وبناء على ذلك، نجح علماء نوفوسيبيرسك في تطوير مركبات نحاسية ثنائية التكافؤ تُحفّز موت الخلايا المبرمج (Apoptosis) في أورام الحنجرة البشرية، مع دمج جزء من مركب «الفيروسين» العضوي المعدني لتعزيز الاختراق الخلوي ورفع الفاعلية العلاجية.

وقالت الباحثة يكاترينا يرماكوفا إن مركب الفيروسين يساعد على توصيل النحاس إلى داخل الخلايا السرطانية، ما يوفر آليات متعددة للتغلب على مقاومتها للعلاج. وأوضحت أن مركز النحاس يرتبط مباشرة بالحمض النووي، مانعًا الخلايا من الانقسام، بينما يسبب الفيروسين إجهادًا تأكسديًا عبر توليد أنواع الأكسجين التفاعلية، فيضاعف الهجوم على الخلايا السرطانية.

وأظهرت الاختبارات التي أجريت على خلايا سرطان الحنجرة والكبد والرئة أن مركبات النحاس كانت بمستوى فعالية السيسبلاتين، بل تفوقت عليه في بعض الحالات، مع قدرة واضحة على تحفيز موت خلايا ورم الحنجرة بشكل خاص.

وأشارت يرماكوفا إلى أن الخطوة التالية تتمثل في تعديل بنية المركب لزيادة انتقائيته، عبر اختبارات أوسع على مجموعات مختلفة من الخلايا، تمهيدًا لفهم أدق لتأثيره وإمكانات تطويره كدواء مستقبلي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى