“الاستحمام الداكن”.. سر الاسترخاء قبل النوم

في عالمنا المليء بالأضواء الساطعة والشاشات، ظهر اتجاه جديد للعناية بالذات يعرف باسم “الاستحمام الداكن”، وهو الاستحمام في إضاءة خافتة أو شبه مظلمة، عادة قبل النوم، بهدف مساعدة الجسم والعقل على الاسترخاء.
والفكرة بسيطة، حيث يقلل تقليل التحفيز البصري من نشاط الجهاز العصبي، ما يسمح بالانتقال إلى وضع الراحة والهضم.
وفقًا لخبراء الصحة، فإن الانتباه للحواس الأخرى، مثل اللمس والسمع والرائحة، يجعل تجربة الماء على الجلد، وصوت الدش، ورائحة الزيوت أو الصابون، أكثر هدوءًا وتركيزًا.
وتشير الدراسات إلى أن الاستحمام الدافئ قبل النوم بحوالي 90 دقيقة يرفع درجة حرارة الجسم ثم يخفضها، ما يحفز إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم، ويحسن جودته. كما تساعد هذه الطقوس على تقليل التوتر، وإبطاء الأفكار المتسارعة بعد يوم مزدحم، وتوفير حاجز بين النشاط اليومي والاسترخاء الليلي.
لتجربة الاستحمام الداكن بأمان، ينصح الخبراء بممارسته قبل النوم في بيئة مضاءة بضوء خافت أو شمعة لتجنب الظلام الكامل إذا كان مزعجًا. ويُفضل استخدام مياه دافئة مع الانتباه للسلامة، وترك الهواتف والشاشات بعيدًا لتقليل الانحرافات.
كما يُستحسن التركيز على الأحاسيس مثل ملامسة الماء، وصوت الدش، والتنفس، مع إمكانية إضافة روائح مهدئة كالخزامى أو البابونج. لمزيد من الفعالية، ينصح بممارسته عدة ليالٍ في الأسبوع لتعزيز استجابة الجسم للاسترخاء.
مع ذلك، يؤكد الخبراء أن الاستحمام الداكن ليس بديلاً عن روتين النوم الصحي أو الرعاية العقلية، وقد لا يناسب الجميع. لكنه يقدم وسيلة بسيطة وفعالة لتهدئة العقل، وتحسين النوم والصحة العقلية من خلال تجربة حسية مختلفة.



